أخبار العالمأوروبا

بلير..وامتهان سياسة التضليل وتبريرالعدوان

لندن-بريطانيا-03-3-2023

دعا رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، الغرب إلى نقل الحرب ضد روسيا إلى إفريقيا.

وقال بلير، في صحيفة “تلغراف” البريطانية، إن “الغرب في حاجة إلى استراتيجية أوسع لمقاومة روسيا، من خلال تقديم الدعم إلى القارة الافريقية”.

وزعم أنّ “مصدر الموجة التالية من التطرّف والهجرة إلى أوروبا سيكون من الساحل الافريقي”، مشيراً إلى ضرورة تنسيق السياسة الغربية في هذا الإطار.

ومنذ تركه منصبه، دعا بلير بريطانيا، في صورة متكررة، إلى فتح “فصلٍ جديد” في علاقة بلاده بإفريقيا.

حقيقة عنصرية توني بلير ونزعته الاستعمارية العدوانية تجاه الشعوب إلى جانب عقلية السمسرة، يعرفها البريطانيون أكثر من غيرهم.. وليس صدفة أن يقوم مئات الآلاف من المواطنين البريطانيين بالتوقيع على عريضة تطالب بسحب “وسام فارس” من رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بلير، الذي طالما وضع نفسه في خدمة عديد الرؤساء والمسؤولين مقابل المال حيث يقدّم “الدعم السياسي الاستشاري” إلى ما لا يقل عن 17 حكومة في جميع أنحاء إفريقيا، وفق موقع “ذا بوست”.
ويتهم الموقعون على العريضة، بلير بلعب دور في حرب العراق يجعله “مسؤولاً شخصياً” عن آلاف القتلى، كما يتهمونه بارتكاب “جرائم حرب”.
تصوروا كم هو حريص هذا البلير،على “الديمقراطية”، وكم كان يحترم شعبه :أكثر من 6 ملايين مواطن بريطاني يخرجون في لندن ضد مشاركة بلادهم في الحرب على العراق ومع ذلك يضرب بنداءاتهم عرض الحائط وينخرط في حرب لم توافق عليها المنظمة الدولية أصلا!

وزير الدفاع الاسبق (جيف هون) الذي خدم مع بلير، قال إنهذا الأخير (أمره بحرق وثيقة سرية مهمة تقول إن غزو العراق عام 2003 قد يكون غير قانوني)، مع حقائق أخرى جرى التلاعب بها أو تغييرها من أجل تبرير الحرب، وأنه (أي بلير) عمد إلى إقالته من منصبه لمعارضته خيار الحرب. كما اتهم جيف هون رئيسَ الوزراء الأسبق بانه “ضلل الوزراء والبرلمان والجمهور لدعم حرب اعتبرها الكثيرون غير قانونية وجريمة”..
لقد كان الرأي العام العالمي بصورة عامة والبريطاني والعراقي بصورة خاصة يطمح في أن تتم محاكمة بلير، وقبله جورج بوش الابن كمجرمي حرب، خاصة بعد أن تكشفت كل الحقائق عن دورهما السيء وعن كمية التضليل التي اعتمداها والكمية الهائلة من الأسلحة المحرمة التي استخدمت في حروبهما وما تلا ذلك من قتل وتدمير وتعذيب في السجون، ناهيك عن العدد الكبير من الضحايا الذين سقطوا جراء شن حرب مخالفة لكل قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الانساني. ولكن يبدو أن أصل السياسة الأوروبية والأمريكية، المبني على الفكر الاستعماري وتمجيد الوجوه التي تتبنى هذا الفكر وتمارسه، لم ولن يتغير،

يقول روبرت كوبر أحد الدبلوماسيين البريطانيين المقربين من بلير ومارسوا نفوذا فكريا عليه :” إن الفرصة سانحة أكثر من أي وقت مضى للعودة إلى الإمبريالية وإنه عند التعامل مع الدول الواقعة خارج النفوذ الأوروبي يجب تبنّي طرق أكثر حدة أي استخدام القوة والضربات الاستباقية والخداع”. ويواصل كوبر:”علينا استخدام أي طريقة ضرورية للتعامل مع أولئك الأفراد الذين يعيشون بعقلية القرن التاسع عشر..فبين بعضنا البعض-أي في أوروبا- نعمل على الحفاظ على القانون ولكن حينما نعمل في الغابة علينا أن نستخدم قانون الغابة”.
انتهت الإقتباسة من كوبر التي أوردها في مقال مهم تحت عنوان: “لماذا مازلنا بحاجة إلى الإمبريالية؟”

لكن يبدو أن بلير أبى إلا أن يترك لنا تلك النسخة الأكثر ابتذالاً وصفاقة ودهاءً من خطابات جده اللورد كرومر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق