أخبار العالمأوروبا

الانتخابات التركية :الصراع بين الايديولوجية والعقيدة

أغلب المهتمين الموضوعين بالشأن التركي وضعوا عنواناً للانتخابات الأخيرة وهو : الصراع بين الايديولوجية والعقيدة من جهة ويمثلهما اردوغان وحزبه والاقتصاد والعلمانية ويمثلهما كمال كليجدار اوغلو من جهة أخرى ، وقد فاز اردوغان في المحصلة النهائية ، بالرغم من هذا الفوز يمكن القول بأن اردوغان استثمر الدين بقوة وعزف على اوتار البسطاء من الناس الدينية وهم يشكلون نسبة كبيرة في تركيا ولكنه في الوقت نفسه سقط هو وحزبه باستنبول العاصمة الاقتصادية والسياحية لتركيا وفي انقرة العاصمة السياسية وأزمير العاصمة الثقافية للمرة الثانية الأولى انتخابات البلدية والثانية الرئاسية وهذا يدل على صراع من نوع أخر يمكن وصفه بالصراع ما بين الوعي والتخلف .
إن هذه الانتخابات أدت إلى تقسيم شاقولي في المجتمع التركي وتخندق العلمانيون في خندقهم وهكذا الاسلامويون وما يعطي هذا التخندق زخماً هو التقارب في نيل اصوات الناخبين حصل اردوغان على 27 مليوناً وأوغلو على 25 مليوناً وهذا سيؤدي الى المزيد من التوتر على عكس مايريده اردوغان من مصالحة .
منذ اللحظة الأولى بإعلان فوز اردوغان أنخفضت الليرة التركية ومازالت وإن دل هذا على شيء يدل بأن الغرب وامريكا فاعلين اساسين بالشأن التركي .
نالت انتخابات الاحد الماضي في تركية اهتمام المطابخ السياسية الكبرى الأقليمية منها والدولية وقد انقسمت هذه العواصم الاوروبيون والامريكان كانا ضد اردوغان بشكل واضح وروسيا والصين كانا مع نجاح اردوغان بكل تأكيد وهكذا في دول الأقليم .
إن انتصار اردوغان هو انتصار لبوتين وروسيا وخسارة لبايدن والحزب الديمقراطي الامريكي علينا أن لا ننسى بأن بايدن قال عندما كان مرشحاً : سنسعى الى اسقاط اردوغان من خلال المعارضة التركية وهذا الخلاف يعبر عما يدور في الحرب الأوكرانية والتي يعتبرها الكثيرون هي حرب الأنتقال من سياسية القطب الواحد الى الاقطاب المتعددة .
إن فوز اردوغان سيؤثر على ملفات الشرق الأوسط وبشكل خاص الملف السوري ، يوم الثلاثاء الماضي ٥-٦ -٢٣ بعد تشكيل الحكومة يصرح اردوغان بتصريح ملفت وغريب حيث قال : سنعمل على إعادة اللاجئين السورين الذين هربوا من الارهابين الى بلادهم .
إن هذا يعني بأن الانفتاح على سورية سيكون من أولويات الحكومة التركية الجديدة واجتماع الهيئة التفاوضية في جنيف بعد غياب طويل وفوز اردوغان دليل على تسارع هذا الأنفتاح ، كما أن التقارب التركي والروسي سيقوى ومشاركة تركية في اجتماعات شنغهاي وبركسيد ستزداد .
العالم مقبل على تعددية الاقطاب والكل يتهيأ لذلك .
نمرود سليمان .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق