مباحثات أميركية – أوكرانية في جدة: بداية بنّاءة نحو تسوية حرب أوكرانيا

قسم الأخبار الدولية 11/03/2025
انطلقت في مدينة جدة السعودية محادثات حاسمة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا تهدف إلى تعزيز العلاقات بين البلدين ووضع إطار عمل جديد لسلام دائم وإنهاء الحرب مع روسيا. وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بداية هذه المحادثات بأنها «بنّاءة بالكامل»، مشيرًا إلى لقائه مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي اعتبره «لقاء متميزًا»، مشيدًا بالجهود السعودية في تعزيز فرص السلام.
انطلاقة إيجابية للقاءات الدبلوماسية
وخلال اللقاء، أظهر الوفدان الأميركي والأوكراني التزامًا قويًا بالبحث عن تسوية عادلة ومستدامة للنزاع الذي اندلع منذ ثلاث سنوات. وعبّر رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية، أندري يرماك، عن تفاؤله بمشاركة الفريق الأميركي في هذه المحادثات، واصفًا الاجتماع بـ«البناء للغاية». كما أكد على ضرورة العمل المشترك لإحلال السلام في أوكرانيا.
من جانبه، أشار المستشار العسكري السابق في الخارجية الأميركية عباس داهوك إلى أن هذه المحادثات قد تكون حاسمة في استعادة الثقة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا. وقال إن المناقشات ستساهم في توضيح الالتباسات وتعزيز الأهداف الاستراتيجية المشتركة بين الطرفين في مواجهة العدوان الروسي المستمر. وأضاف أن نجاح المحادثات يعتمد على تقديم التزامات سياسية واضحة وحل مشكلات تأخير المساعدات العسكرية وتبادل المعلومات الاستخباراتية.
ناقش ولي العهد الخطوات التي يمكن أن تؤدي إلى إنهاء الحرب وضمان سلام دائم
في خضم المحادثات، أكد زيلينسكي على الدور المهم الذي تلعبه السعودية في توفير منصة دبلوماسية فعّالة لتحقيق السلام. وقد ناقش مع ولي العهد السعودي الخطوات التي يمكن أن تؤدي إلى إنهاء الحرب وضمان سلام دائم، مشددًا على أهمية ملف إطلاق سراح الأسرى وإعادة الأطفال كخطوات رئيسية لبناء الثقة في الجهود الدبلوماسية.
ورغم الانطلاقة الإيجابية، أشار داهوك إلى أن اختراق دبلوماسي حقيقي في هذه المحادثات يعتمد على مدى استعداد روسيا للتفاوض بشأن الأراضي المحتلة وعلى الأهداف الاستراتيجية لأوكرانيا فيما يتعلق بعلاقتها مع أوروبا وحلف الناتو.
وفي سياق متصل، كان فبراير الماضي قد شهد محادثات أميركية – روسية رفيعة المستوى في الرياض، حيث أسفرت عن اتفاقات هامة بشأن تعزيز التعاون الاقتصادي وإعادة الموظفين الدبلوماسيين. هذا الاختراق الدبلوماسي يؤكد على الدور المهم الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في جهود التوسط للسلام في المنطقة.