آسياأخبار العالم

الهجوم الايراني على تل أبيب:مأزق الردّ وسيناريوهات التصعيد

بين داعم للعملية الايرانية التي استهدفت تل ابيب وساخر منها، خاصة أنها أول عملية مباشرة منذ السبعينات وأول ردّ بعد مقتل قائد الحرس الثوري قاسم سليماني منذ ثلاث سنوات مضت في غارة أمريكية قرب بغداد.

وجاءت العملية التي سميت ب”الوعد الصادق” بعد سلسلة من التهديدات بالرد على اغتيال قائدها تباينت الاراء حول العملية، واعتبرت طهران أن نصف الصواريخ التي أطلقت باتجاه إسرائيل السبت الماضي أصابت أهدافها بنجاح، فيما أكد الجيش الإسرائيلي اعتراض 99% من الطائرات المسيّرة والصواريخ التي كانت تستهدف إسرائيل.
وشنت إيران السبت الماضي أول هجوم مباشر على إسرائيل في تاريخها، باستخدام المسيرات والصواريخ، وجاء ذلك ردا على تعرض قنصلية إيران في دمشق مطلع الشهر الحالي لهجوم صاروخي إسرائيلي أسفر عن مقتل 7 من الحرس الثوري الإيراني، بينهم الجنرال محمد رضا زاهدي.
وتعليقا عن الهجوم قال عبد الله النعيمي، الخبير السوري المختص في الشأن الإيراني، في حديث مع صحيفة ستراتيجيا نيوز، إنّ الرد الإيراني على استهداف قنصليتها وقياداتها لم يكن قويا بل كان مجرد ردع لتخويف الكيان المقابل، معتبرا أنّ حجم الجرائم التي ارتكبتها اسرائيل كان الردّ عليها خفيفا.
وأفاد بأّن العملية الإيرانية ألحقت ضررا بأكبر قاعدة جوّية في النقب بجنوب إسرائيل، لكنها لم تصب الهدف الذي كان مرتقبا.
ولفت إلى أنّ الرد جاء متأخرا لكنه استخدم وسائل ردع جديدة عسكرية، وقد تم إطلاق المسيرات من خمس نقاط إستراتيجية هامة، حيث لأول مرة منذ 1973 تتجرأ طهران على الرد بشكل مباشر عبر الأراضي السورية والعراقية واللبنانية وصولا إلى اليمنية وبالتالي هناك مروحة استهداف مختلفة أعطت الشرعية لاسرائيل للردود القادمة.
وعبرّ عن المخاوف من استهداف إيران للأراضي السورية بتعلة ضرب المواقع الإيرانية وهم ما قد يزيد من إشعال المنطقة.
وعن الردود الإسرائيلية، قال محدثنا إنها ستكون في المناطق الساخنة على غرار لبنان ومن ثم الجغرافيا السورية وحتى شمال العراق الذي يعتبر هدفا لكيان الصهيوني، مذكرا بوضع الدولة السورية لأنظمة الدفاع الجوي في حالة تأهب قصوى تحسبا لأي ضربة إسرائيلية .
وتطرق إلى عمليات القرصنة التي تعرضت لها ناقلة مملوكة للجانب الاسرائيلي في مضيق هرمز من قبل إيران، وهوماقد يمنح الخصم ردود فعل مماثلة وقد تكون اقوي خاصة وأن تل ابيب مسنودة من قبل أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا.
وتحدث عن طبيعة التحركات الاسرائيلية في الآونة الخيرة حيث سجّل تحركا كبيرا لسلاح الجو الاستخباراتي السر 122نخشون أورون الذي يخترق المنطقة الجنوبية الوسطى وصولا إلى الساحلية وبالتالي هناك بنك أهداف متغير يتم رصده على مدار الساعة من قبل تل ابيب فضلا عن الجهود الأمريكية المستمرة من خلال رصد محيط المنطقة الجنوبية وصولا إلى المنطقة الشرقية ومنها إلى المنطقة الوسطى والشمالية .
وعن إمكانية التدخل الروسي، يرجح محدثنا أن روسيا لن تقوم بالدفاع عن ايران خاصة بعد الحديث عن اطلاق منصات صواريخ من منطقة القنيطرة باتجاه الجولان المحتل وهذه الصواريخ التي أطلقت تجاوزت النقاط العسكرية الروسية الموجودة بين الخط الفاصل بين سوريا والجولان المحتل.
ومن جانب آخر، قال المحلل السياسي محمد العريبي، في حديث مع صحيفتنا إن التوقيت التي استهدفت فيه ايران تل ابيب لم يكن مناسبا في ظل جبهات كثير فتحتها طهران في المنطقة أضعفتها سياسيا مبينا أن استخدام هذه القدرة العسكرية ستضعها حتما في مواجهة مع أمريكا وكل حلفاء إسرائيل، وقد يكون الاستهداف المقبل في قلب العاصمة طهران، فضلا عن الاستهداف السيبراني المستمر من كلا الجانبين الايراني والصهيوني.
وتحدث عن جهود الجانبين في التصعيد الذي سيعود بالضرر على المنطقة ككل ، حيث باتت دول المنطقة أرضا خصبة للقيام بأي ضربة.
وعن سيناريو مابعد الضربة قال إنها قد تكون في رد عنيف داخل الأراضي اللبنانية وقد حدث بالامس هذا والأراضي السورية في مرحلة ثانية، معتقدا ن اسرائيل لديها الكثير من بنك الأهداف داخل إيران، مشيرا إلى المنطقة العربية تدفع صمن هذه المناوشات.
وتابع: الأغلبية لا تعرف عن طبيعة العلاقات بين إسرائيل وإيران غير التهديدات المتبادلة والتراشق الدبلوماسي الحاد والحقيقة أن العلاقات بينهما لم تكن دائما مشحونة كما هي اليوم وبرغم ذلك كان الرد مخيّبا ليس في مستوى تطلعات العرب خاصة.
وكانت طهران من أوائل دول المنطقة التي اعترفت بإسرائيل بعد تأسيسها عام 1948، ولم تنته علاقاتهما الدبلوماسية إلا بعد الثورة الإسلامية في إيران عام 1979.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة عشر − 15 =


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق