أخبار العالمالشرق الأوسط

بشائر عودة المصالحة الفلسطينية.. هل تنجح هذه المرة؟

رام الله / أحمد العيادي:18-1-2021

بعد شهور طويلة من الجمود في العلاقات والتي وصلت لحد التراشق والاتهام والتخوين، تعود كل من حركتي فتح وحماس من جديد لطي صفحة الخلافات، والعمل على التعاون من جديد، في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه فلسطين في الداخل، وفي ظل ما ينتظر المنطقة من تغير في السياسات جراء خسارة الجمهوري دونالد ترامب، وأستعداد الرئيس جو بايدن لتولي زمام الأمور في البيت الأبيض بعد أيام قليلة.

فقد كشفت مصادر مقربة من حركة فتح عن لقاء هام جمع أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء جبريل الرجوب مع سفير جمهورية مصر العربية الجديد لدى فلسطين طارق طايل قبل أيّام قليلة.

كما أطلع أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء جبريل الرجوب سفير جمهورية مصر العربية لدى فلسطين طارق طايل بآخر المستجدات السياسية في الساحة الفلسطينية، خاصّة المتعلّقة بملف المصالحة بين فتح وحماس، بعد أن عادت الروح لملف المصالحة من جديد.

فأمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح وباقي قيادات حركة فتح على قناعة تامة بأهمية وضرورة المصالحة، ولذلك بات واضحا من جانب جبريل الرجوب تشديده على المسار الإيجابي الذي أخذته المحادثات على خلفية تبادل الرسائل بين الزعيم السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية وشقيقه الرئيس الفلسطيني أبو مازن بالأونة الأخيرة.

وفي ذلك السياق تحدثت بعض المصادر الإعلاميّة نقلا عن مستشارين لجبريل الرجوب عن وجود حالة من التوجّس داخل قيادات حركة فتح، ومردّه انخفاض منسوب الثقة تجاه قيادات حركة حماس، ويعود ذلك إلى الضبابية الكبيرة التي تعاني منها حركة حماس والتي ترجع إلى حالة الصراع الداخلي بين قيادات هذه الحركة والخلافات حول مشروع المصالحة بين داعم ومعارض له.

فهذه ليست المرّة الأولى التي تحاول فيها حركتا فتح وحماس إنهاء الانقسام الفلسطيني، إلّا أنّ جميع المحاولات السابقة قد باءت بالفشل، ويتوقع البعض أنّ هذه المرّة لن تكون مختلفة عن سابقاتها في حال لم تقم حركة حماس بالتنازلات الضرورية لنظيرتها فتح.

وبات من الواضح أن مشروع المصالحة بين فتح وحماس يحرز تقدما في الكواليس بالأيام الأخيرة، وبالرغم من انعدام الثقة بين الجانبين في مراحل سابقة كثيرة لأسباب تاريخية معروفة للجميع، فإنّ فتح تدفع بالمشروع إلى الأمام على أمل إنهاء الانقسام الذي أرهق الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة على حد سواء.

وحقيقة الأمر أن حركة فتح تعلق أمالها في تفعيل ونجاح المصالحة الفلسطينية على الدور المصري الحيوي بالملف الفلسطيني، وهو ما يترجمه على الأرض السفيرالمصري الجديد بالقطاع طارق طايل، والذي يضع ملف المصالحة الفلسطينية أولى أولوياته، تنفيذا لسياسة القيادة المصرية المهتمة بإنهاء الإنقسام الفلسطيني، فلم يعد أمام فتح أو حماس رفاهية الوقت والاختيار لإتمام المصالحة، في ظل ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من تطورات خطيرة لا تصب في صالح القضية المركزية للأمة العربية برمتها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق