آسياأخبار العالم

أمريكا اختارت مغادرة أفغانستان بشروطها الخاصة وتركت مآسي مؤلمة

كابول-أفغانستان-20-8-2021


تسبّبت القوات الأمريكية منذ احتلالها أفغانستان في مقتل أكثر من 30 ألف مدني، وإصابة أكثر من 60 ألف شخص، وتحويل 11 مليون شخص إلى لاجئين.

ووفقاً للأرقام الرسمية في عام 2019 فقط، تم تنفيذ ما لا يقلّ عن 6825 غارة بطائرات بدون طيار في أفغانستان، وتمّ إسقاط 7423 قنبلة وذخائر أخرى على الأرض بمعدل 20 قنبلة يومياً، أي أنه مع تفجير القنابل الأمريكية في كل مكان لطالما كان السلام والاستقرار هدفاً بعيداً عن متناول الأفغان العاديين.

وتزخر الحرب الأمريكية، التي استمرت عقدين من الزمن في أفغانستان، بالمآسي المؤلمة للأسر الأفغانية، وكانت إحداها غارة جوية أمريكية مميتة على مستشفى أفغاني تديره منظمة “أطباء بلا حدود” في عام 2015. وبالرغم من مقتل نحو 40 مدنياً كما وصفته هذه المنظمة بـ”جريمة حرب” فقد قلّل البنتاغون من خطورة ما حدث من خلال الإدعاء أن الهجوم القاتل نتج بشكل أساسي عن خطإ بشري.

وفي 5 مارس 2020، قضت غرفة الاستئناف في المحكمة الجنائية الدولية بأنه يمكن للمدعي العام فتح تحقيق في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في الحرب الأفغانية منذ مايو 2003 بما في ذلك تلك التي ارتكبها أفراد من الجيش الأمريكي ووكالة المخابرات المركزية، ومثل الهجمات المزعومة على المستشفيات وغيرها من الأهداف غير العسكرية والضحايا المدنيين من الطائرات بدون طيار وإساءة معاملة السجناء والتعذيب. ولكن في خطوة نموذجية للهيمنة الأمريكية والتنمر، قامت واشنطن بعد ذلك بحظر الأصول المالية لبعض موظفي المحكمة الجنائية الدولية، وفرضت قيوداً على التأشيرات عليهم وعلى أفراد أسرهم المباشرين كردّ انتقامي.

لقد دخلت الولايات المتحدة أفغانستان قبل عقدين من الزمان باسم محاربة الإرهاب، لكن الشعب الأفغاني دفع ثمناً باهظاً.
كتب كارتر مالكاسيان المؤرّخ الذي عمل سابقاً مستشاراً كبيراً للقائد العسكري الأمريكي في أفغانستان في كتابه “الحرب الأمريكية في أفغانستان”: “عرّضت الولايات المتحدة الأفغان لأذى مطول من أجل الدفاع عن أمريكا من هجوم إرهابي آخر.. ربما اختارت الولايات المتحدة المغادرة بشروطها الخاصة لكن الفظائع التي ارتكبتها ضد البلاد وشعبها لن تُمحى من أذهان الناس في جميع أنحاء العالم”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق