هل تتعامل حماس بجدية مع جهود المصالحة وإنهاء الانقسام؟
اعداد فادي عيد المحلل السياسي المتخصص في شئون الشرق الأوسط وشمال أفريقي
مرة أخرى تستضيف مصر الفصائل الفلسطينية على أراضيها في إطار دعم القاهرة لجهود المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام الذي يعصف بالجسم السياسي الفلسطيني منذ سنوات في ظل التحديات الكثيرة التي تواجهها القضية الفلسطينية هذه الايام.
الرئيس الفلسطيني أبو مازن أكد خلال الاجتماع ترحيب السلطة الفلسطينية بوساطات المصالحة مؤكدا في الوقت ذاته أن الاحتكام الى منظمة التحرير الفلسطيني باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني يعد أولى الخطوات الجادة لإنهاء الانقسام.
وفي حين قاطعت حركة الجهاد الإسلامي المدعومة من إيران الاجتماع بحجة إحتجاز الأجهزة الأمنية الفلسطينية أعضاء من الحركة في الضفة، أبدت حركة حماس ليونة أكثر في مفاوضات المصالحة عبر إرسال وفد رفيع المستوى برئاسة إسماعيل هنية.
ووفقا لما نقلته وكالة الأناضول فإن حركة حماس تعهدت خلال اللقاء الذي جمع الرئيس عباس وهنية في تركيا مؤخرا بأن سلاحها في الضفة موجه ضد الاحتلال وليس لإسقاط السلطة الفلسطينية.
وهنا يتجلى لنا ان بحث حماس عن شرعية واعتراف داخل منظمة التحرير الفلسطيني هو سر الليونة غير المعهودة من الحركة المسيطرة على قطاع غزة، فقد شهدت العلاقة بين حركتي فتح وحماس خلال الأشهر الماضية توترا غير مسبوق لاسيما بعد اتهام المتحدث باسم حركة “فتح” منذر الحايك قيادات حماس بالسعي للسيطرة على الضفة وذلك بعد ضبط أسلحة وخرائط ومتفجرات داخل أنفاق في رام الله قالت فتح إنها تعود إلى «حماس».
لذلك لم يتغاضى الرئيس أبو مازن في كلمته باجتماع “الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية” عن التطرق لإنقلاب حماس في غزة، معتبرا أن”الانقلاب الذي وقع عام 2007 في القطاع وما جره على القضية الفلسطينية والشعب من انقسام بغيض، لهو نكبة جديدة، ويجب إنهاؤه فوراً وبلا أي تردد أو تأخير”.
فكانت رسالة أبو مازن خلال ذلك الاجتماع واضحة وجادة، عندما قال: “الوحدة والعمل الجماعي المشترك، لتحقيق الأهداف والغايات النبيلة المرجوة يجب أن تقوم على مبادئ وأسس واضحة لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة وترتيب البيت الداخلي”.
قبل أن يؤكد على شرعية سلطته، قائلا: “ان العالم بأسره يعترف بـمنظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، وهي البيت الجامع للفلسطينيين جميعاً، بل وأكثر من ذلك، فهي الكيان الوطني والسياسي للشعب الفلسطيني، وأم الدولة الفلسطينية المستقلة، بعاصمتها القدس”.
خلاصة القول أصبح الشغل الشاغل لعباس أبومازن هو تأكيد شرعية السلطة والتأييد داخليا وخارجيا، وحينها ستكون تحققت أهم وأصعب خطوة لإنهاء الإنقسام الفلسطيني، فغير ذلك ستبقى كل تلك اللقاءات التي تجمع الفرقاء الفلسطينيين بلا جدوى، كي يطرح السؤال نفسه، هلستتعاملحركة حماسبجديةمعجهودالمصالحةوإنهاءالانقسام؟