أسرار كلينتون….من هي هوما عابدين؟
واشنطن-أمريكا-14-10-2020
ضمن الوثائق التي أفرجت عنها الخارجية الأمريكية عن سنوات تولى هيلاري كلينتون الوزارة، وذلك بقرار رئاسي من ترامب، نجد اسم هوما عابدين مدونًا على أكثر من ألف وثيقة باعتبارها الكاتبة أو مرسلة التفاصيل إلى كلينتون، أو التي تتلقى التعليمات والمعلومات من السيدة كلينتون وتقوم بتوزيعها على رجالات الخارجية الأمريكية حول العالم، ليصبح لقب هوما عابدين الجديد هو كاتمة أسرار وكاتبة إيميلات هيلاري، وذلك بعد سنوات من ألقاب مماثلة مثل الابنة الثانية لهيلاري ومستشارتها الأبدية والجاسوس الإخواني في البيت الأبيض.
ورغم عمل هوما مع هيلاري لسنوات، إلا أنها لم تظهر للأضواء الإعلامية بشكل مكثف إلا عام 2016، حينما تساءل البعض عن سبب حضور المئات من المسلمين لمؤتمرات الحزب الديمقراطي المؤيدة لهيلاري كلينتون أثناء حملتها الانتخابية عام 2016، وظن البعض أن المسألة تتعلق بمخاوف المسلمين من دونالد ترامب، ولكن في واقع الأمر أن المسألة بدأت من قبل ترشيح دونالد ترامب.
في عام 2012 أرسل أعضاء الكونجرس الأمريكي ميشيل باكمان وترنت فرانكس ولوي جومرت وتوم روني ولين وستمورلند رسالة لنائب المفتش العام في وزارة الخارجية هارولد دبليو جيزل يطلبون فيها القيام بتحقيق حول تأثير أي شخص ذي علاقة بالإخوان المسلمين في سياسة وزارة الخارجية والوزيرة هيلاري كلينتون.
بلاغ أعضاء الكونجرس الأمريكي أشار إلى أن مستشارة كلينتون المسلمة هوما عابدين لديها ثلاثة أفراد من العائلة –أبوها وأمها وأخوها– أعضاء في تنظيمات الإخوان، وتدخل الرئيس باراك حسين أوباما شخصيا وقام بغلق هذا الملف.
هوما سيد عابدين عضوة التنظيم الدولي للإخوان ولدت في ولاية ميتشجان الأمريكية عام 1976 لأب مسلم هندي وأم مسلمة باكستانية، سافرت الأسرة إلى السعودية للعمل حيث تربت هوما. والدها كان من اهم كوادر الإسلام السياسي في أمريكا في الستينيات والسبعينات. وكانت له مجلة مؤثرة لنشر أفكار الإسلام السياسي وكانت هوما عابدين من ضمن هيئة تحرير المجلة.
والدة هوما عابدين، صالحة عابدين، شاركت في كلية دار الحكمة بالسعودية وهي أول كلية للبنات في السعودية، وهي عضوة في المنظمة الدولية للمرأة وهو تنظيم الأخوات المسلمات الذي يمثل الفرع النسائي من جماعة الإخوان المسلمين وتقود فرع السعودية، وهي نفس المنظمة التي تنتمي إليها نجلاء علي، زوجة الرئيس الأسبق محمد مرسي والتي عملت في المركز الإسلامي التابع لتلك المنظمة عندما كان زوجها يدرس بأمريكا، وتزاملت صالحة عابدين ونجلاء علي لفترة في أمريكا، وتعتبر صالحة عابدين بدورها مقربة من هيلاري كلينتون.
التاريخ الإخواني لعائلة عابدين
شقيق هوما، حسن عابدين، وبعض أفراد من عائلتها لهم علاقات تجارية مع أعضاء التنظيم الدولي في قلب العاصمة البريطانية لندن مهد تأسيس الإسلام السياسي الموالي للغرب في القرن الثامن عشر، وشقيقها عمل مع الشيخ يوسف القرضاوي وحسن نصيف القيادي بتنظيم القاعدة، وقد شارك حسن عابدين في تأسيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الموالي لقطر عام 2004 جنبا إلى جنب مع لفيف من رموز ما سُمي لاحقا الربيع العربي:
1 – يوسف القرضاوي: رجل دين قطري من أصول مصرية، هو مظلة الإفتاء التي صنعتها قطر لكافة فصائل الإرهاب في غمار الربيع العربي.
2 – سالم الشيخي: وزير الأوقاف الليبي عقب سقوط الدولة الليبية ونظام القذافي، عاش في بريطانيا ولم يعد إلا بعد سقوط النظام.
3 – عبد المجيد النجار: عضو مجلس النواب التونسي عن حركة النهضة الإسلامية عقب سقوط نظام زين العابدين بن علي.
4 – أحمد عبد الغفور السامرائي: رئيس ديوان الوقف السني العراقي في زمن الاحتلال الأمريكي للعراق.
5 – محمد هدايت نور واحد: رئيس حزب العدالة والرفاهية الإندونيسي الذراع الحزبي للإخوان المسلمين في إندونيسيا، رئيس مجلس الشورى ما بين عامي 2004 و2009، تأسس الحزب عام 1998 تحت اسم حزب العدالة قبل تغيير اسم الحزب عام 2002، يشارك الحزب الإخواني في الوزارات الإندونيسية الائتلافية.
6 – محسن عبد الحميد: رئيس الحزب الإسلامي العراقي الذراع الحزبي للإخوان المسلمين في العراق، عضو ورئيس مجلس الحكم الانتقالي العراقي الذي شكله الحاكم العسكري للعراق لمعاونته في قمع الشعب العراقي.
7 – عصام الدين أحمد البشير: وزير الأوقاف السوداني سابقًا.
8 – فهمي هويدي: محرر مصري يتم توظيفه في الظهير التنظيري المدني المؤيد للإرهاب الإسلامي.
9 – سلمان العودة: رجل دين سعودي متشدد يُعدُّ مرجعية فقهية لإرهاب الإسلام السياسي.
10 – عبد الباري الزمزمي: عضو مجلس النواب المغربي عن حزب النهضة والفضيلة أحد الأحزاب الإسلامية الإخوانية في المغرب.
11 – فيصل مولوي: الأمين العام للجماعة الإسلامية في لبنان، الذراع اللبناني للإخوان المسلمين.
12 – محمد سليم العوا: محامي ومفكر إسلامي مصري، ترشح للرئاسة المصرية عام 2012.
13 – آية الله محمد واعظ زاده الخراساني: رجل دين شيعي إيراني.
14 – أحمد الريسوني: رئيس حركة التوحيد والإصلاح الإسلامية المغربية.
15 – راشد الغنوشى: رئيس حركة النهضة الإسلامية التونسية التي حكمت تونس عقب الثورة، وأحد زعماء الربيع العربي ومهندسي الاتصال بين التيارات الإسلامية والحكومات الغربية في زمن الثورات، والرئيس الحالي لمجلس النواب التونسي.
16 – صلاح سلطان: عضو تنظيم الإخوان في مصر، أُلقى القبض عليه لتورطه في اعتداءات إرهابية عقب ثورة 30 يونيو، ابنه محمد سلطان يحمل الجنسية الأمريكية وعقب إلقاء القبض عليه لتورطه في اعمال إرهابية عقب ثورة 30 يونيو تنازل عن جنسيته المصرية مقابل أن تقوم واشنطن بالضغط على القاهرة للإفراج عنه، ووجه فيديوهات مسجلة وموثقة للكونجرس الأمريكي وللرئيس الأمريكي باراك أوباما من مسجنه يحرضهم على مصر، وبالفعل أُفرج عنه وتم ترحيله. ويشارك بشكل دوري في جلسات الاستماع في الكونجرس الأمريكي والمؤسسات الحقوقية الأمريكية إذ دأب على إلقاء خطب تحريضية ضد مصر.
17 – عبد الهادي بن الحاج أوانج: رئيس الحزب الإسلامي الماليزي وهو رئيس حكومة ولاية ترجكانو في ماليزيا.
18 – على الصلابي: رجل دين إخواني ليبي عضو في تنظيم الإخوان والجماعة الإسلامية المقاتلة، تقرب من مؤسسة سيف الإسلام القذافي ولما اندلعت الثورة أيدها رغم علاقته الوثيقة بمؤسسة نجل القذافي.
19 – صفوت حجازي: رجل دين مصري ينتمي إلى الجماعة الإسلامية، حاول الترشح للرئاسة المصرية عام 2012، أُلقي القبض عليه عقب ثورة 30 يونيو 2013 بعد أن قاد بؤرة رابعة العدوية الإرهابية وحرض على قتل الشعب المصري.
20 – نزيهة معاريج: مؤسسة حركة حوار النسائية الإسلامية المغربية وعضوة حركة التوحيد والإصلاح الإسلامية المغربية.
21 – عبد الوهاب الدليمي: رجل دين ووزير العدل اليمني الأسبق.
22 – عبد الرزاق قسوم: رجل دين وأحد ثوار الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي، ترأس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
23 – أسامة الرفاعي: رجل دين سوري ترأس المجلس الإسلامي السوري عقب اندلاع الحرب السورية عام 2011.
24 – ونيس المبارك: إسلامي ليبي قال في زمن الحرب على ليبيا عام 2011 إن الرسول صلى الله عليه وسلم لو كان موجودًا لتحالف مع حلف الناتو ضد القذافي! في فتوى دعمت تدخل حلف الناتو لصالح الإرهابيين وقتذاك.
25 – عبد الرحمن محمد بيراني: الأمين العام لجماعة الدعوة والإصلاح الإيرانية الذراع الإيرانية لتنظيم الإخوان، تعمل مع الحكومة الإيرانية الإسلامية من أجل تهدئة التمرد في الأقاليم السنية التي تحتلها إيران.
26 – جاسر عودة: إسلامي مصري، أستاذ مساعد بـجامعة رايرسون بتورنتو بكندا.
27 – نور الدين الخادمي: إسلامي تونسي اختير وزيرًا للشؤون الدينية في تونس عقب سقوط نظام زين العابدين بن علي.
صعود هوما عابدين إلى حاشية هيلاري كلينتون
عقب عودة الأسرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت هوما عابدين ناشطة في الحزب الديمقراطي ، ثم تقربت من آل كلينتون وعملت في البيت الأبيض مساعدة لهيلاري كلينتون حينما كانت الأخيرة سيدة أمريكا الأولى خلال فترتي رئاسة بيل كلينتون، ثم أصبحت عابدين منذ عام 2001 حتى لحظة كتابة تلك السطور تشغل منصب نائب رئيس فريق الموظفين التابع لهيلاري كلينتون سواء حينما كانت عضوة مجلس الشيوخ، أو حملتها لانتخابات الرئاسة عامي 2008 و 2016، وحينما كانت وزيرة للخارجية وحتى في حياتها الخاصة، حتى قالت هيلاري أن هوما هي ابنتها الثانية.
ويتهم الحزب الجمهوري هوما عابدين بأنها ضابط الاتصال بين تنظيم الإخوان المسلمين وهيلاري كلينتون منذ أوائل التسعينات وحتى اليوم، وأنها لعبت الدور ذاته أثناء حكم كلينتون ثم أوباما.
رغم كونها مسلمة وعضوة تنظيم أصولي إلا أن مصلحتها ومصلحة تنظيم الإخوان في أمريكا وقتذاك فرضت عليها أن تتزوج من عضو مجلس النواب الأمريكي أنطوني وينر، ووسط دهشة المسلمين وتهليل التنظيمات الإخوانية في أمريكا تزوجت المسلمة هوما عابدين من عضو الكونجرس اليهودي أنطوني وينر في حفل حضره بيل وهيلاري كلينتون عام 2010.
وعقب الانفتاح الأمريكي غير المسبوق على تنظيمات الإخوان المسلمين في فعاليات الربيع العربي والقبول بتسليمهم حكم مصر وسوريا وليبيا والمغرب وتونس وغيرها لو اقتضى الأمر وصولا إلى التحالف بين إدارة أوباما والرئيس التركي رجب طيب أردوغان فإن الإسلاميين طمعوا في تكرار التجربة مع هيلاري كلينتون، على ضوء وجود هوما عابدين بجانبها في البيت الأبيض.
وقامت عابدين بقيادة تنظيمات الإخوان المسلمين في أمريكا لحشد المسلمين الأمريكيين للتصويت لصالح هيلاري كلينتون، وهو الدور ذاته الذي تقوم به عام 2020 لصالح جو بايدن، في إشارة واضحة لعودة سياسة الانفتاح الأمريكي على تنظيمات إرهاب الإسلام السياسي عمومًا والإخوان المسلمين خصوصًا في حال وصول جو بايدن للرئاسة.
لذا لا عجب أن امتلأت قاعات الحزب الديموقراطي بالمسلمين عموما والمحجبات خصوصًا على أمل أن يستكمل الرئيس جو بايدن ما قام به الرئيس باراك أوباما في الشرق الأوسط عمومًا ومصر خصوصًا.
زوج الإخوانية اليهودي حينما كان عضوًا بمجلس النواب صوت لصالح الغزو الأمريكي للعراق، وسعى لمنع دخول الوفد الفلسطيني للأمم المتحدة عام 2006، وأدلى وقتها بتصريحات توصم المقاومة الفلسطينية بالإرهاب، ويرفض وينر بيع بلاده الأسلحة للسعودية مطالبًا بتشديد المراقبة على المملكة لرعايتها الإرهاب ضد اليهود!، وقد شغل مقعده في الكونجرس ما بين عامي 1999 و2011 وكان يفترض أن يترشح مرة أخرى، ولكن فضائحه الجنسية تلاحقت فعزف عن الترشح.
تسليم الخارجية الأمريكية لتنظيم الإخوان الدولي
كان يفترض حال فوز هيلاري كلينتون بالرئاسة الأمريكية نوفمبر 2016 أن تتولى هوما عابدين وزارة الخارجية الأمريكية في يناير 2017 ما يعني عمليًا تسليم الخارجية الأمريكية إلى التنظيم الدولي للإخوان.
وحاليًا هوما عابدين مرشحة لمنصب في إدارة جو بايدن متى فاز في انتخابات الرئاسة نوفمبر 2020 سواء في الخارجية الأمريكية أو مستشارة الأمن القومي أو مستشارة في مجلس الأمن القومي التابع للرئيس الأمريكي.