محاربة الإرهاب بين الجدّية والحسابات السياسية
طرابلس-ليبيا-03-12-2019 زهور المشرقي
أثارت دعوة واشنطن المشير خليفة حفتر إلى وقف هجماته على طرابلس التي تتمركز فيها الجماعات الإرهابية المدعومة من قبل حكومة الوفاق التي يقودها فائز السراج،تساؤلات حول دوافع موقف أمريكا المفاجئ من الحرب الدائرة منذ أبريل الماضي، وعما إذا كانت تؤشر إلى تحول في الموقف الأمريكي من الصراع في ليبيا.
التساؤلات زاد من غموضها اللقاء الأخير بين حفتر ووفد أمريكي رفيع المستوى وما سرب عن اللقاء-إن صح- بأنه تغير من ناحية الموقف الأمريكي خاصة بعد الدعم الروسي المعلن للجيش الليبي في حربه ضد الإرهاب والتطرف..
واذا كان العالم كله يعي خطورة الإرهاب وأثاره التدميرية ويعمل على محاربته بكل الوسائل فلا يخفى ان الجيش الوطني الليبي يقوم بمهمّة كبيرة في المنطقة لمحاربة الارهاب والتنظيمات الاجرامية المرتبطة به،إنسجاما مع الإرادة الدولية للتغلب على هذه الآفة وهو دور من المفترض ان يلقى دعما فويا من كل الاطراف الدولية بعيدا عن تقلّب المواقف والحسابات السياسية والمصلحية.
في هذا السياق،قال أحمد عطا، الباحث في ملف الإرهاب الدولي بمنتدى الشرق الأوسط في لندن،في حديث لصحيفة “ستراتيجيا نيوز”، اليوم الثلاثاء 3 ديسمبر 2019، إن واشنطن تلاحق الإرهاب من خلال “شو سياسي” تصدّره للعالم ولكن الإرهاب مستمر لأنه البديل عن الحروب التقليدية للجيوش التي صارت مكلفة، حيث أصبح الإرهاب يستهدف دولا بأقل التكاليف ، والأمثلة كثيرة ،انطلاقا من صناعة داعش في المنطقة مع باقي عناصر متطرفة كانت في سجون بشار الأسد وصدام حسين،وفق قوله.
وقال عطا، إن تنظيم داعش قد لعب دورا أكثر تدميرا في القضاء على مقومات العديد من الدول فيما حصدت أمريكا وفرنسا مليارات تحت مسمي قوات التحالف الدولي في مقابل ملاحقة داعش ،في حين كان التنظيم المتطرف يتوسع ويتوغل في مساحة عادلت عام 2015 مساحة اليونان وبريطانيا.
وأضاف الباحث في شؤون الإرهاب، أما تنظيم”فجر ليبيا” الجناح العسكري لجماعة الإخوان في ليبيا ،فقد أعاد صناعة المليشيات التي تموّل وتوجه من تركيا وقطر والتنظيم الدولي لـ”الإخوان المسلمين” بهدف انتشار تمركزات مسلحة في المنطقة العربية لمحاربة مصر في وقت لاحق، وهي المرحلة الثالثة مما سمي” الربيع العربي” لمواجهة الجيش المصري من الناحية الغربية لأن ليبيا تمثل عمقا للأمن القومي المصري، ولولا جهود الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر لتحركت الميليشيات المسلحة لمحاربة مصر ،وفق تعبيره.
وتحدث عن العملية الدراماتيكية التي نفذتها القوات الأمريكية بالقضاء على زعيم تنظيم داعش،أبو بكر البغدادي،وقال إنها بمثابة رسم صورة ذهنية للعالم بأن امريكا مازالت هي الأقوي والأقدر في محاربة ومواجهة التنظيمات الإرهابية في العالم،مشيرا إلى أن هذا غير صحيح لأن مواجهة الإرهاب لايمكن اختزالها بمشهد تمثيلي دعائي للتأكيد على قوة أمريكا وتعلم الإدارة الأمريكية جيدا أن الإرهاب مستمر حتى بعد مقتل البغدادي.
وذكّر أحمد عطا بهروب المدعو علي كنّه، الذي هو على علاقة كبيرة بإرهابيي مالي والنيجر، وذلك بعد تحرك الجيش الوطني الليبي نحو حقل الفيل،النفطي ،مشيرا إلى خطورة عودة تنظيم القاعدة ومتطرفي بوكو حرام وأنصار الله إلى الجنوب الليبي؟
وتابع محدثنا ،أن هناك تشكيلة متنوعة من العناصر التابعة للتنظيمات التكفيرية المسلحة في القارة الإفريقية والتي تم نقلها إلى ليبيا منذ تصاعد المواجهة العسكرية في طرابلس،وذلك بمعية المخابرات التركية من خلال خطة المسارات البديلة لدعم ميليشيات طرابلس وحكومة الوفاق.
وذكر أن عديد المصادر والتقارير أفادت بنقل 500 عنصر من تنظيم القاعدة وهي عناصر تم تدريبها على استهداف الجيوش ومصافي البترول، وهذا ما حدث في حقل الفيل بليبيا في محاولة لإرباك الجيش الوطني الليبي.