لقاء في جنيف بين الإخوة الأعداء في الشرق والغرب الليبي
جنيف-سويسرا-04-9-2020
أكدت مصادر ليبية أن لقاء سيعقد في جنيف في الخامس والسادس من سبتمبر الحالي، يحضره ممثلون عن البرلمان في طبرق وحكومة “الوفاق” في طرابلس، وهو أول لقاء مباشر بين ممثلي الفريقين منذ قبولهما بوقف إطلاق النار الشهر الماضي، وسط أجواء تفتقد إلى الحد الأدنى من التوافق على الركائز الأساسية للحوار.
وذكرت مصادر لصحيفة(العرب) أن اللقاءين سيعقدان برعاية الأمم المتحدة، وجاء كلاهما كحصيلة لتحركات قامت بها المبعوثة الأممية بالنيابة ستيفاني ويليامز.
ويبدو أن رئيس حكومة”الوفاق” تعزيز نفوذه السياسي، والقيام باستدارة سياسية على أكثر من مستوى، لكسر شوكة غريمه باشاغا، بعد أن أصبحت الحرب بينهما معلنة وشخصية، ووسط تزايد الشكوك حول قدرتهما على مواصلة العمل معا خلال الفترة المقبلة.
يذكر أن ستيفاني قامت قبل أيام بجولة قادتها إلى كل من المغرب ومصر وتونس من أجل ضمان دعم دول الجوار لتحركاتها السياسية، في رسائل توحي بأنها قادرة على تحمل مسؤولية صعبة لم يستطع ستة مبعوثين دوليين قبلها تحقيق تقدم بشأنها.
ويتحفظ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على الدخول في صدام مع أي من القوى التي ترشح أسماء مبعوثين، ويتردد في اختيار أي منهم، خاصة أن التجديد له في منصبه سوف يحل العام المقبل، الأمر الذي يتطلب تحاشي الإنقسام حوله، وموافقة الأغلبية، والقوى المؤثرة على الصعيد الدولي.
ويتزامن اجتماع جنيف المنتظر مع عقد لقاء آخر بالمغرب، في الفترة نفسها تقريبا، بين ممثلين للبرلمان ومجلس الدولة (جسم استشاري يتكون أغلب أعضائه من جماعة الإخوان ).
وكان رئيس هذا المجلس ، خالد المشري، قد أعلن في التاسع عشر من أغسطس الماضي بعد زيارة إلى الرباط، استعداده للقاء رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح في المغرب، بدون شروط مسبقة، في حين لا يزال صالح يلتزم الصمت.
وينظر الكثير من السياسيين الليبيين الموالين للجيش الوطني الليبي بعين الريبة إلى تحركات عقيلة صالح، التي تهدف حسب رأيهم إلى إطالة عمر البرلمان وإعادة تدوير نفس الوجوه المحسوبة على تيار الإسلام السياسي التي انقلبت قبل ست سنوات تقريبا على انتخابات البرلمان، وهو الانقلاب الذي فجر الأزمة وأدّى إلى انقسام سياسي في البلاد.
وشن عضو المؤتمر الوطني العام السابق، التواتي العيضه، هجوما لاذعا على عقيلة صالح، وقال في تدوينة على حسابه الشخصي في فيسبوك :”عقيلة صالح يكذب في العلن ويتآمر في السر.. إما أنه لا يدرك خطورة ما يقوم به، أو أنه منغمس في المؤامرة حتى أذنيه من أجل مصلحته الشخصية”
وأضاف العيضه :”القادم هو أسوأ من أي صخيرات ونتائجه ستكون مدمرة على المستوى الوطني.. سيجعلون من سرت كشمير ليبيا ويختصرون الأزمة الليبية في صراع بين الشرق والغرب”.