غموض وتخبط وتحركات مريبة إزاء التعاطي مع الأزمة الليبية
تونس-تونس-08 –5-2020
قال الكاتب الصحفي محمد بوعود، في مقال بجريدة(الصحافة)التونسية:
التطورات السياسية والميدانية في ليبيا لم تواكبها تطورات مماثلة على صعيد التعاطي التونسي مع الأمر الواقع في الجارة الشقيقة التي هي امتداد لنا ونحن امتداد لها، بل على العكس بدت سياستنا تجاهها الأكثر غموضا في تاريخ العلاقات بين البلدين.
تصريحات لوزير الدفاع ثم تصويب من رئيس الجمهورية، غلق للمعابر ثم اقتحام بالقوة، مواقف سياسية غير واضحة وغير حاسمة في مسألة الإعتراف بمن يحكم هناك، حديث عن شحنات أسلحة قادمة من تركيا عبر بلادنا إلى حكومة السراج، ونفي متأخر من وزارة الدفاع، وحديث عن افتتاح خط بحري صفاقس/طرابلس، في توقيت مشبوه ومن أجل غايات غير واضحة، برغم أنه خط موجود منذ أواخر التسعينات لكن ما سبب الحديث عن فتحه الآن؟ حديث إعلامي عالمي عن طائرات مشبوهة أيضا تقدم من مصراتة وتحط في مطار النفيضة بدون أن يعرف التونسيين ما هي الجهة التي تتبعها ولماذا قدمت وبماذا جاءت..
مكالمات هاتفية واتصالات وزيارات من أردوغان وكبار مسؤوليه إلى تونس وكلها تتعلق بالملف الليبي بدون توضيح أيضا من الجانب التونسي لحقيقة هذه الإتصالات، إضافة الى عروض استثمار مغرية من قطر وتركيا، وهي بالتأكيد كمقابل لمواقف معينة تجاه ليبيا لا ندري ما المطلوب فيها من تونس وهل سددته أم تستعد للعب دور في المستقبل..كلها تساؤلات تزيد المواقف غموضا هنا وتزيد الحقائق تشعبا هناك!