زعماء غرب أفريقيا يعجّلون بعقد قمّتهم بخصوص انقلاب غينيا
ّ
أبوجا: نيجيريا: 08-09-2021
أعلنت أمس الثلاثاء المتحدّثة باسم المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “ايكواس”، عن تعجيل رؤساء دول غرب أفريقيا لموعد قمتهم عبر الإنترنت ليصبح اليوم الأربعاء، بعد أن أشارت المذّكرة الداخلية لإيكواس في وقت سابق إلى أنّ القمة ستنعقد يوم الخميس، للتباحث حول الانقلاب العسكري في غينيا.
حيث كان من المقرر أن تعقد المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا التي أدانت الانقلاب والقاء القبض على الرئيس ألفا كوندي الأحد قمة استثنائية افتراضية لمناقشة الوضع في غينيا.
وكانت المجموعة قد فرضت عقوبات إثر انقلاب مماثل في مالي في أغسطس 2020، حتى شرع الجيش في مسار انتقالي مدته 18 شهرا لإعادة السلطة إلى مدنيين منتخبين.
وأطاح جنود من القوات الخاصة بقيادة الكولونيل مامادي دومبويا، الأحد الماضي، بالرئيس الغيني ألفا كوندي الذي حكم البلاد لوقت طويل، وقاموا بحلّ حكومته يوم الأحد، ممّا دفع “ايكواس” للمطالبة بعودة النظام الدستوري والتهديد بفرض عقوبات.
وأطلّ الكولونيل مامادي دومبويا، في الخامس من سبتمبر الجاري، عبر الإذاعة والتلفزيون الحكومي معلنا إعتقال الرئيس آلفا كوندي، وتعطيل العمل بالدستور وحلّ مؤسسات الدولة، وأعلن عن عزمه تشكيل حكومة انتقالية على أن يتمّ اعلان التفاصيل في وقت لاحق.
وجاء تبرير مامادي للانقلاب، أنّه وزملاءه في اللجنة الوطنية للمصالحة والتنمية، قد تحملوا مسؤولية إنقاذ البلاد من الأوضاع السياسية الرهيبة التي تعيشها البلاد وانتهاك مبادئ الديمقراطية وعدم استقلال القضاء وتسييس الإدارات العمومية وتدهور الأوضاع المعيشية للشعب الغيني.
وفي سياق متصّل، قال سيلو دالين ديالو، زعيم المعارضة في غينيا، أمس الثلاثاء، أنّه وحزبه على استعداد تام للمشاركة في عمليّة الانتقال السياسي على إثر الانقلاب العسكري على السلطة.
وقال ديالو، البالغ من العمر 69 عاما، أنّه لن يعترض على المشاركة في عملية الانتقال السياسي بالبلاد.
وكان قد خسر ديالو الرهان الرئاسي في الانتخابات الرئاسية في أكتوبر 2020، حيث فاز كوندي آنذاك بولاية ثالثة مما أثار موجة من الانتقادات والجدل في الأوساط السياسية بالبلاد.
وقال ديالو: “سنرسل ممثلين عنّ اللمشاركة في العملية التي ستعيد البلاد للنظام الدستوري”، مشيرا إلى أنّه تفاجأ بالانقلاب الذي نفّذه عناصر من الجيش الذين أغرقهم كوندي بالأموال على حدّ وصفه.
وقام الانقلابيون في غينيا، أمس، بالافراج عن عشرات السجناء المعارضين، وذلك عشية قمّة للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “إيكواس” تبحث تطورات الوضع في هذا البلد غرب الإفريقي.
وأكد الضباط الذين يقودهم الكولونيل مامادي دومبويا في بياناتهم الأخيرة أنه سيتم إطلاق “مشاورات” وطنية لوضع الخطوط العريضة للانتقال السياسي بقيادة حكومة وحدة وطنية.
من هو قائد انقلاب غينيا؟
كان العقيد الشاب ينتمي إلى “تكنوقراط العسكر”، وتمّ اختياره من طرف الرئيس آلفا كوندي، لقيادة القوات الخاصة “GPS”، لخبرته العسكرية في الخارج، وتدريباته المكثّفة في بلدان عديدة، برعاية فرنسا.
ولد مامادي دومبويا في 4 مارس عام 1980، وينحدرمن إقليم كانكان الواقع بشرقي غينيا، على بعد 550 كيلومترا شرقي العاصمة كوناكري.
وبعد استكمال دراسته، التحق مامادي بالجيش الغيني في نهاية التسعينيات، ثم انتقل إلى فرنسا كمتدرّب في المدرسة الحربية هناك، وهناك تحصّل على شهادة في الدراسات العسكرية العليا.
وفي إطار التعاون العسكري بين فرنسا والدول الأفريقية، لتدريب ضبّاط الجيش، تخرّج مامادي في مدرسة عسكرية في سومور غربي فرنسا.
ثمّ بعد ذلك، عاد مامادي إلى غينيا،في العام 2012، برغبة من الرئيس ألفا كوندي، الذي كان يحضّره لقيادة مجموعة القوات الخاصة، المعروفة بـ”جي ابي أس”.
وتمّت ترقيته إلى رتبة قائد كتيبة، وأسندت إليه قيادة “GPS”، نظرا الى خبرته الدولية، وتمكّن من النجاح في مهمّة القيادة، لتتمّ ترقيته إلى رتبة عقيد في العام 2019.
في أواخر العام الماضي، راجت معلومات عن رغبة العقيد الشاب لزيادة قوّة المجموعة العسكرية الخاصة، على حساب وزارة الدفاع الغينية.
وقد أثار الانقلاب العسكري في غينيا والإطاحة بنظام كوندي الذي استمر لأكثر من 10 سنوات إدانة أطراف دولية أخرى دولية أبرزها الاتحاد الإفريقي الذي دعا مساء الاثنين إلى “الإفراج الفوري” عنه و”العودة إلى النظام الدستوري”، كما أصدرت عديد الدول بيانات استنكارية حول الانقلاب بغينيا على غرار الجزائر وجمهورية مصر العربية، كما انتقدت دول من بينها فرنسا والولايات المتحدة واتحادات ومنظمات دوليّة الانقلاب، داعية إلى العودة الفورية إلى النظام الدستوري منعا للانزلاق إلى العنف.