تنديد ورفض لقبول اسرائيل كعضو في الإتحاد الإفريقي
شمال افريقيا-4-8-2021
عبّرت كل من الجزائر وتونس ومصر وليبيا وموريتانيا وجمهورية جزر القمر على رفضها قبول رئيس مفوضية الإتحاد الافريقي لوثائق اعتماد سفير اسرائيل لدى الاتحاد.
وقال بيان وقّعه المندوبون الدائمون للدول المذكورة لدى الإتحاد الافريقي في اديس أبابا، ” تطلب السفارات المذكورة من رئيس المفوضية إدراج هذه المسالة على الجلسة اللاحقة من أعمال المجلس التنفيذي وفقا للفقرة 5 من القسم الثاني من الجزء الثاني من معايير منح صفة مراقب المشار إليها أعلاه.”
وأردف البيان “بالإشارة إلى بيان رئيس المفوضية الصادر بتاريخ 22 يونيو 2021، المتعلق بلقائه مع سفير إسرائيل لدى إثيوبيا واستلام وثائق اعتماده، تود السفارات المذكورة إخطار المفوضية الموقرة برفضها للخطوة، التي أقدم عليها رئيس المفوضية بشأن مسالة سياسية وحساسة أصدر بشأنها الاتحاد الإفريقي على أعلى مستويات صنع القرار فيه ومنذ زمن طويل مقررات واضحة تعبر عن موقفه الثابت الداعم للقضية الفلسطينية والمدين لممارسة إسرائيل بكافة أشكالها في حق الشعب الفلسطيني الشقيق، والتي تتعارض مع المصلحة العليا للاتحاد وقيمه ومثله ومقرراته.”
وعبّرت السفارات المذكورة عن أسفها من عدم نظر رئيس المفوضية في الطلب الإسرائيلي على نحو ما سار عليه سابقوه وفقا للمبادئ والأهداف الواردة في القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي والمقررات الصادرة عن أجهزة الاتحاد المختلفة، وكذلك المصلحة العليا للاتحاد وآراء وانشغالات الدول الأعضاء ومعايير منح صفة مراقب ونظام الاعتماد لدى الاتحاد الإفريقي التي عتمدها المجلس التنفيذي في شهر جوان 2005، وهو ما يمثل تجاوزا إجرائيا وسياسيا غير مقبول من جانب رئيس المفوضية لسلطته التقديرية.
ولفت البيان إلى المواقف الإفريقية الثابتة والداعمة للحقوق الفلسطينية المشروعة.
وكانت إسرائيل قد أعلنت في وقت سابق، أنها حصلت رسميا على صفة عضو مراقب في الاتحاد الأفريقي، وهو هدف عمل الدبلوماسيين الإسرائيليين منذ نحو عقدين لتحقيقه.
وينتقد مراقبون ان يمرّ خبر نيل إسرائيل عضو مراقب في الإتحاد الافريقي يوم 22يوليو مرور الكرام وبالحدّ الادنى من الضجة، وذلك يرقى إلى مرتبة الفضيحة الناتجة عن تواطؤ وحيلة بطلها رئيس المفوضية الأفريقية موسى فكي محمد، وتجاهل من دولة المقر، إثيوبيا، المطبّعة مع الكيان الصهيوني أما الإهانة الكبرى فكانت بلا شك الصمت العربي الأفريقي الذي لم تخرقه سوى الجزائر التي تقود حالياً مسعى دبلوماسياً مع مجموعة من البلدان الأفريقية، لإبطال تلك العضوية.
ويرجع متابعون الصمت إلى قيادة كل من المغرب والسودان التمهيد لقبول إسرائيل في الاتحاد الأفريقي، وهو أمر ضروري بالنسبة لتل أبيب “لمعرفة ما يحدث” داخل أروقة الاتحاد القاري، ذلك أن أفريقيا بالنسبة لها سوق ضخم لمنتجاتها الأمنية الاستخباراتية.
وتخبّطت اسرائيل 19 عاماً للإنضمام إلى الاتحاد الأفريقي الذي حل محل منظمة الوحدة الأفريقية التي كانت تحمل فيها إسرائيل صفة مراقب، عادت إسرائيل مرة أخرى لتنال هذه الصفة في 22 يوليو الماضي.
وفقاً لصحيفة “هآرتس”، فإن إسرائيل تقيم علاقات دبلوماسية مع 46 من أصل 55 دولة في القارة الأفريقية وإن كانت لا تشغل سفاراتها سوى في 15 دولة فقط بحسب مجلة “فورين بوليسي”. لكن ذلك لم يبد كافياً طيلة السنوات الماضية لتأمين العضوية لها، فما الذي تغير أخيراً؟