دور تركيا في إطلاق سراح إيطالية يثير تساؤلات حول علاقتها بالتظيمات المتطرفة
روما-إيطاليا15-5-2020
فتح تحرير الرهينة الإيطالية سيلفيا رومانو، من قبضة حركة الشباب في الصومال، تساؤلات كثيرة حول علاقة الإستخبارات التركية بالجماعات الإرهابية في منطقة القرن الإفريقي، وتمويل تركيا الجماعات المتطرفة عبر سياسة تحرير الرهائن، والتي اتبعتها قطر في تمويل”جبهة النصرة” في سوريا.
وقد كشفت جريدة جورنالي دي بوليا) “Giornale di Puglia” الإيطالية عن فدية مالية بـ3 ملايين دولار تم دفعها إلى حركة الشباب مقابل الإفراج عن العاملة الإغاثية سيلفيا رومانو التي ظلت محتجزة لدى الحركة 18 شهرا. وقد لعبت الإستخبارات التركية دوار كبيرا في عملية تحرير الإيطالية سيلفيا ،ما دفع القوى السياسية الإيطالية إلى التساؤل عن علاقة تركيا بالجماعات الارهابية.
وطالب حزب “أخوّة إيطاليا” الحكومة الإيطالية بالكشف عن التفاصيل حول دور المخابرات التركية في تحرير العاملة الإغاثية الإيطالية، حيث دعا رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالحزب كارلو فيدانزا رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي،إلى تقديم تفاصيل حول علاقتهم مع الحكومة التركية وعلاقة المخابرات التركية بمقاتلي حركة الشباب.
وقال فيدانزا “هناك غموض ابتداءً ممن يتحمل مسؤولية إرسال رومانو إلى العمل في مناطق بكينيا تعاني من التدهور الأمني” مشيرا إلى أن إيطاليا أجبرت على دفع فدية مالية كبيرة لحركة الشباب والإعتماد على الوساطة التركية! وكانت تركيا قد أعلنت الأحد الماضي، أن استخباراتها تمكنت بعد تلقي طلب روما، من تحرير المواطنة الإيطالية، التي تم اختطافها في كينيا عام 2018 ونقلت لاحقا إلى الصومال.
يذكر أن حركة الشباب لا تزال تحتجز رهائن أجانب من كوبا وألمانيا وإيران، وقد حصلت مرارا على مبالغ مالية كبيرة مقابل الإفراج عن المعتقلين الأجانب لديها.
وترتبط تركيا بعلاقات قوية مع النظام الصومالي الذي يديره من خلف الستار رجل قطر، فهد ياسين، مدير وكالة الإستخبارات والأمن القومي الصومالي، والذي اتهم من قبل جنرالات ومسؤولين سابقين في وكالة الإستخبارات الصومالية بوجود علاقة تربط “ياسين” بـحركة الشباب الإرهابية. كذلك كشفت التقارير الإعلامية عن معلومات تورط ياسين في مخطط قطرـ تركي ـ إيراني، يهدف لتأسيس حركة تابعة لجماعة”الإخوان”.
وكان موقع (نورديك مونيتور) التابع لشبكة الشمال للأبحاث والرصد المتخصصة في تتبع الحركات المتطرفة،قد ذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية اكتشفت عملية تحويل الأموال من الإستخبارات التركية إلى حركة الشباب الصومالية، وأبلغت أنقرة بالأمر، وطالبتها بتحقيق لكشف الشبكة الإرهابية التي تعمل على تمويل الحركة المتطرفة، لكن الحكومة التركية أوقفت التحقيقات التي انطلقت بعد الإخطار الذي أرسله مكتب مساعد وزير الخزانة الأميركي لشؤون الإرهاب والإستخبارات المالية، ديفيد كوهين، في ذلك الوقت.
وقد تم هذا التحويل عبر المواطن التركي إبراهيم سين، الذي اعتقل في باكستان لصلته بتنظيم القاعدة واحتجز في سجن “غوانتانامو” الأمريكي حتى عام 2005، قبل أن يقرر مسؤولون أمريكيون تسليمه إلى تركيا.