حماس البرهان للتطبيع مع كيان العدوان !
الخرطوم – السودان – 04-02-2020
لم يكد يمضي أسبوع واحد على إعلان الرئيس الأمريكي”صفقة القرن” لتصفية القضية الفلسطينية، وضم القدس والمسجد الأقصى، وكنيسة القيامة، وقضم المزيد من الأراضي بفلسطين المحتلة ..
ولم يكد يمر يوم واحد على انتهاء اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي رفض-ولو ظاهريا-هذه الصفقة الجريمة،حتى حزم رئيس “مجلس السيادة بالسودان”عبد الفتاح البرهان،أمره في سياج من السرية وشد رحاله نحو أوغندا التي يعلم مسبقا أنها قررت نقل سفارتها إلى القدس المحتلة،ليلتقي بالإرهابي نتنياهو بدون علم الحكومة السودانية وفي تحدّ لثورة الشعب السوداني الذي لم تجف بعدُ دماء شهدائه،بهدف استجداء المحتلين الإسرائيليين”لمساعدة السودان على إزالته من قائمة الإرهاب الأميركية”،بما يكشف مرة أخرى زيف القرارات العربية الرسمية وقابلية بيع القضايا المصيرية،وكأن رفع السودان من تلك القائمة سيجعل منه جنة الله على الأرض!
الحكومة السودانية التي قال المتحدث باسمها، فيصل محمد صالح: “تلقينا عبر وسائل الإعلام خبر لقاء رئيس مجلس السيادة الإنتقالي، الفريق أول عبد الفتاح البرهان برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في عنتبي بأوغندا،وإنه لم يتم إخطارنا أو التشاور معنا في مجلس الوزراء بشأن هذا اللقاء”، تعقد اليوم الثلاثاء، برئاسة عبد الله حمدوك، اجتماعا طارئا بهذا الخصوص.
وكانت مصادر موثوقة قد أوضحت أن اللقاء الذي جمع البرهان بنتنياهو استمر مدة ساعتين وتناول البدء في تطبيع العلاقات بين البلدين وإقامة “مصالح مشتركة” من ضمنها مرور شركة طيران”العال” الإسرائيلية عبر الأجواء السودانية، في حين اعتبر رئيس مركز القدس للشؤون العامة دورني غولد، الذي تولى المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية ومهندس العلاقات مع الدول الإفريقية، أن”السودان بلد مهم في الشرق الأوسط بجانب أنه كان من أكثر الجبهات عداء نحو إسرائيل في السابق، ومع بدء العلاقات مع السودان فإن تلك الجبهة قد تفككت وأن القوى التي تهاجم الغرب منذ أكثر من عشرين عاماً قد فقدات واحدة من أهم قواعدها الإستراتيجية”.
فرحة إسرائيلية وهدية للغرب الداعم لكيان الإحتلال! في هذه الأثناء،سارع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، إلى شكر البرهان على جهود السودان في تطبيع العلاقات مع إسرائيل،وقال في بيان لوزارة الخارجية الأمريكية فجر اليوم الثلاثاء، إنه أجرى اتصالا هاتفيا جديدا مع البرهان أشاد خلاله “بجهود السودان للتطبيع مع إسرائيل”.
وأثار هذا الحماس”البرهاني” للقاء رئيس وزراء قوات الإحتلال،ردود فعل غاضبة فلسطينيا،حيث أدانت حركة الجهاد الإسلامي بشدة،هذا اللقاء واصفة إياه بـ”الآثم”، قائلة إنه لا يعبر أبدا عن الموقف الأصيل والمعروف للشعب السوداني الذي يعتبر من أكثر الشعوب مساندة وتأييدًا للقضية الفلسطينية والمقاومة ودعت الحركةُ الشعبَ السوداني وقواه الحية وثواره الأحرار إلى رفض وإدانة هذا اللقاء والوقوف في وجه أي محاولة لاختراق الموقف السوداني الأصيل.
وهاجم قاضي قضاة فلسطين، محمود الهباش، رئيس مجلس السيادة في السودان ، واصفاً الإجتماع بنتنياهو،بأنه”خيانة وعمل غير أخلاقي”.
وأضاف أن هذه اللقاء يعتبر”طعنة للإجماع العربي والإسلامي، خاصة في مثل هذه الأوقات، حيث المؤامرة الأمريكية الإسرائيلية على أشدها”.
خطوة البرهان،داعية الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من جهتها،أدانت الشعب السوداني وحركته الوطنية إلى التصدي لأي خطوات تطبيعية تترتب عليه.
واعتبر أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح “م7″، اللواء جبريل الرجوب، أن لقاء برهان مع نتنياهو، يتناقض مع موقف الشعب السوداني ويشكل خروجا عن مبادرة السلام العربية، وقرارات مجلس وزراء الخارجية العرب، ومجلس التعاون الإسلامي، الأخيرة.
وطالب مكونات تحالف “الإجماع الوطني” السوداني المنضوية تحت قوى “إعلان الحرية والتغيير”، بإدانة هذا اللقاء، واتخاذ المواقف التي تعكس تطلعات الشعب السوداني ومواقفه التاريخية تجاه القضية الوطنية الفلسطينية. بدورها،رأت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في هذا اللقاء”طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني”.
مقابل هذه الهرولة نحوالتطبيع مع الإحتلال الإسرائيلي،صرح مسؤول حزبي سوداني،فضل عدم الكشف عن اسمه،في اتصال مع(استراتيجيا نيوز)اليوم الثلاثاء،بأن خطوة البرهان لا تعبر عن إرادة الشعب السوداني، وقال”لايسعنا إلا أن نشيد بالموقف الشجاع الوحيد في دنيا العرب الذي عبر عنه الرئيس التونسي قيس سعيّد،حين أكد رفضه القاطع لما يسمى التطبيع، وأن خطة الرئيس الأمريكي هي مظلمة القرن وأن فلسطين ليست ضيعة لتكون موضوع صفقة،منتقدا ثقافة الهزيمة في العالم العربي”.