تركيا وجدت مطايا لنهب ثروات الليبيين
طرابلس-ليبيا-17-11-2020
هناك حقيقة تفرض نفسها وأقر بها أغلب قادة العالم بمن فيهم أولئك الذين شاركت بلدانهم في تدمير ليبيا عام 2011 ،هي أن حلف شمال الأطلسي هو الذي قام بالمهمة كاملة ساهم فيها التمويل القطري بشكل مباشر،ليصبح الحديث عن”ثورة”يحلو للبعض أن يتغنى مجرد إقناع الذات بما هو وهم،وقد سبق لرئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني،الذي انخرطت بلاده في الحرب على ليبيا عام 2011،أن أكد بكل جلاء في لقاء تلفزيوني في يناير 2013 أن “ما حدث في ليبيا لم يكن ثورة،وإنما هو تدحل عسكري جرنا إليه الرئيس الفرنسي ساركوزي”.
وفي واقع تدمير مؤسسات الدولة وسيطرة الميليشيات المسلحة والجماعات المتطرفة،تسللت تركيا لدعم جماعة”الإخوان”واتخاذهم مطية لنهب الثروات الليبية.
وذكر رئيس لجنة أزمة السيولة بمصرف ليبيا المركزي في بنغازي، رمزي الأغا، أن النظام التركي لجأ إلى الإحتياطات النقدية الليبية في مصارفها لمعالجة أزماتها، ما يحول دون استخدامها من ليبيا في أي مشاريع تخصها أو إرجاعها إلى البلاد، لإنقاذ الدينار الليبي.
من جهته،صرح الخبير الإقتصادي الليبي،سعيد رشوان لـ”العين الإخبارية”، بأن مصرف ليبيا المركزي بطرابلس منح تركيا 6 مليارات دولار كقرض بدون فائدة، لإعانة المصرف المركزي التركي على الصمود أمام الطلب المتزايد على الدولار وافنهيار المستمر لليرة التركية.
وأوضح رشوان، أن تلك الأموال الموجودة الآن في مصرف تركيا المركزي، ستتحول من ودائع لدى تركيا، إلى مستحقات ستدفعها ليبيا كفواتير للحرب التي خاضتها أنقرة ضد الجيش الليبي الذي كان يحاول تحرير طرابلس من الميليشيات التي تسيطر عليها.
وأشار إلى أن ودائع ليبيا قد لا تكفي لسداد فاتورة الحرب الباهظة، والتي استخدمت فيها تركيا المرتزقة بالآلاف وحددت لكل منهم راتبًا يقدر بألفي دولار، بالإضافة إلى البوارج الحربية والسفن والطيران المسير، التي سخرتها تركيا لإنقاذ حكومة السراج.
وأكد أن الحكومة المقبلة لن تستطيع المطالبة بتلك الأموال، وإذا فعلت، فستخرج تركيا فاتورة الحرب -التي لا يعلم أحد عنها شيئًا- لتقوم بمقاصة وتطالب ليبيا بسداد المتبقي من الأموال، مشيرًا إلى أن أنقرة لا تريد إنهاء النزاع في ليبيا، كونها المستفيد الوحيد، وستحرم من الواردات النفطية الليبية، لذا تحاول عرقلة الإتفاقات والمسارات الحالية في ليبيا بقيادة البعثة الأممية.