انسحاب أكثر من نصف القوات الأمريكية من العراق
بغداد-العراق-06-01-2021
أفاد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بانسحاب أكثر من نصف القوات الأمريكية من البلاد خلال الأيام المقبلة، مؤكدا أن “بلاده لن تكون ملعبا للصراعات الإقليمية أو الدولية بعد اليوم”..
وقال الكاظمي،في كلمة بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الجيش العراقي،اليوم الأربعاء:”من المؤسف حقا أن يتحول العراق إلى ساحة لتصفيات وتحديات حرب عالمية وإقليمية على أرضه”.. مضيفا: “لن نسمح بأن تستخدم أراضي العراق لتصفية حسابات بين الدول”.
وأشار إلى أنه تم سحب دفعات من القوات الأمريكية من العراق ضمن توقيتات فنية خلال الأشهر الماضية.
وأضاف: “كثمرة للحوار الإستراتيجي المتواصل مع الولايات المتحدة، سوف يكتمل في الأيام المقبلة انسحاب أكثر من نصف تلك القوات، ولن يتبقى إلا مئات فقط، للتعاون في مجالات التدريب والتأهيل والتسليح والدعم الفني”.
وذكر أن” هذا التطور قد تأسس على ضوء استعداد قواتنا المسلحة البطلة والقوات الأمنية بمختلف صنوفها، لحماية أرض العراق وصون كرامة شعبه”، مضيفا: “لن نسمح باختطاف القرار الوطني العراقي من أية جهة كانت، ولن نخضع للمزايدات السياسية والإنتخابية”،حسب تعبيره.”.
ويرى محللون أن هناك سببَين للانسحاب الأمريكي ويتمثّل الأول في قرار إعادة الانتشار المفروض على القوات الأمريكية، وهذه القوات حصراً توجد في قاعدتَي ‘حرير’ بأربيل، و’عين الأسد’ بالأنبار،باعتبارهما قاعدتَين رئيسيتَين للوجود الأمريكي، والانسحاب الحاصل هو من القواعد الساندة للجيش الأمريكي، كقاعدة ‘بلد’ الجوية في صلاح الدين، و’التاجي’شمال بغداد.
أما الثاني فيتعلق بالانتخابات الأمريكية ووعود ترامب التي قطعها للشعب الأمريكي بأنه سيسحب أو يخفِّض عدد قوات بلاده من العراق وأفغانستان.
ويرى الجانب الأمريكي، ان المواجهة لم تعد مع تنظيمات داعش بالعراق، وإنما المعركة مع “إيران وقواتها المسلحة في المنطقة”، والمخاوف التي يحاول أن يزرعها البعض من تخفيض عدد الجنود الأمريكيين واستغلال تنظيم داعش هذه الفرصة لن يحدث؛ لأن القوات الجوية الأمريكية لا تزال فاعلة في قاعدتَي “حرير” و”عين الأسد”.
ويعتبر مراقبون ان العراق بحاجة إلى القوات الأمريكية؛ ليس لمحاربة (داعش) فقط، بل للقضاء على الميليشيات المنفلتة، وإبقاء التوازن السياسي والإقليمي والأمني، خصوصاً ونحن نقبع بين فكَّي إيران، وهي التي تفرض كامل هيمنتها على البلاد.
