“المساد” جهاز الملاحقات السرية لأعداء إسرائيل في الخارج “؟ من هم أهم عملاء الكيان الصهيوني؟
إعداد قسم البحوث الأمنية والعسكرية
تونس 18-12-2023
تواجه إسرائيل العديد من الأزمات الداخلية مع استقطاب حاد وانقسام مجتمعي كانت سببا في إضعاف الأمن القومي وتشتيت انتباه أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.
والمهتمون بالشان الإسرائليل يؤكدون أنه ما يقع في الداخل الإسرائيلي قد استغلته حماس التي تدركه جيدا وقد لعبت معهم بنفس خبثهم، فتفاقمت الأزمات في الداخل الإسرائيلي لتنفيذ الهجومات التي كشفت مخادع الصهاينة، وأكبر كذبة دولية والأخطر في التاريخ البشري في أن لإسرائيل أقوى جهاز استخباراتي دولي لتجنيد العملاء من كل أنحاء العالم.
وتصدمنا التقارير حينما نكتشف أن أكبر عدد من المجندين والمنظورين تحت الخدمة الصهيونية هم “عملاء عرب” في مختلف الفئات والشروحات الاجتماعية والمناصب السياسية المتعاملين مع الصهيونية العالمية “خدام الصهيونية “.
ويمكن القول أن تكون مهمة ملاحقة قيادات حركة حماس خارجيا معقدة، خاصة لأن القيادات يتخذون إجراءات أمنية مشددة لحمايتهم، ولا تتوافر المعلومات الكافية عن أماكن تواجدهم، وكما سبق وأشرنا فقيادات حماس تدرك جيدا ألاعيب الكيان الصهيوني ولها هي نفسها جهاز إستخبارات قوي جدا.
ويرجع فشل الاستخبارت الإسرائيلية في إحباط هجوم حماس إلى وجود أخطاء في التحليلات والتقديرات الاستخباراتية. ومن المرجح أيضا أنه قصور في استعداد القوات الخاصة الإسرائيلية واصبح التعويل الأكثر ليس على الموارد البشرية بقدر التعويل على ما يسمونه “الذكاء الإصطناعي”… وهذا ما أدّى الى وجود مشكلة في الإجراءات الاستباقية لدى الأجهزة الاستخباراتية وفشل محتمل في تحليل المخاطر.
يدفع تصعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى تسريع وتيرة عمل “الموساد” الآن عند نقطة عالية من حيث نشاطه على المستوى الدولي، لحماية السفارات المصالح الإسرائيلية، لا سيما بعد الكشف عن نجاح الموساد في إحباط عمليات إسرائيليين في دول أوروبية.
من المحتمل بعد تصعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أن تكون هذه بداية للعديد من العمليات السرية الإسرائيلية لملاحقة قيادات حماس على المستوى الإقليمي والدولي وقد أعلنتها مباشرة وقالت بأنها ستلاحق كل قيادات حماس لتصفيتهم جسديا… وقد يدقغ ملاحقة إسرائيل إلى قيادات حركة “حماس” في الخارج، إلى استهداف “حماس” للمصالح الإسرائيلية وخاصة اليوم وبعد طوفان الأقصى “الجناح العسكري لحماس قد “فضح” أكاذيب الكيان الصهيوني وجعله محل تساؤل كبير وإعادة حسابات الكثيرين بمن فيهم داعميه.
أولا- “الموساد” هو الجهاز المسؤول عن المخابرات الخارجية الصهيونية
النشأة والتأسيس: تأسس في ديسمبر عام 1949 و”الموساد” اختصار لـ”استخبارات ومهمات خاصة” وهي وكالة استخبارات إسرائيلية خارجية، مقره الرئيسي في “تل أبيب”، تحديدا يقع في منطقة “مفترق جليلوت”.
يعمل الموساد بتوجيهات من القادة الإسرائيليين وفقاً للمتطلبات الاستخباراتية والمهام المتغيرة، يتميز بالكتمان والسرية في أداء عمله مثله مثل أي جهاز إستخبارات في العالم وقد “أُعيد تنظيم الموساد ليصبح الذراع الخارجية لإسرائيل وتحت إشراف مكتب رئيس الوزراء بشكل رسمي. بدأ الموساد في تنفيذ مهامه خارج حدود إسرائيل في الثامن من فيفري1951.
يوظف الموساد، نحو 7آلاف شخص بشكل دائم، مما يجعله ثاني أكبر وكالات التجسس في العالم، بعد وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA).
ولا يحظى العاملون به برتب عسكرية، إلا أن جميع الموظفين في جهاز الموساد قد خدموا في الجيش الإسرائيلي، وأغلبهم من الضباط.
وألحق بجهاز “الموساد” مدرسة لتدريب العملاء مركزها الرئيسى، فى مدينة “حيفا” شمال إسرائيل ويتم فيها التدريب على قواعد العمل السرى والتجسس.
الأقسام الرئيسية لـ”الموساد:
يقسم الموساد إلى 3 أقسام رئيسية:
أولا قسم المعلومات: وهو يتولى جمع المعلومات وتحليلها، ووضع الاستنتاجات بشأنها.
ثانيا قسم العمليات: يتولى وضع خطط العمليات الخاصة.
ثالثا قسم الحرب النفسية، وهو يشرف على خطط العمليات الخاصة بالحرب النفسية وتنفيذها، مستعينًا بجهود القسمين السابقين.
ما هي الميزانية المرصودة للمساد؟
بلغت جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي الموساد للعام 2018 نحو”مليارين و300 ” مليون دولار أميركي، ووصلت هذه الميزانية في العام 2019 إلى “مليارين و700 ” مليون دولار أميركي
–الوحدات المختصة لجهاز الموساد:
الوحدة تيفل: تعتبر وحدة للعلاقات المخابراتية والدبلوماسية، كما تعتبر أكبر دائرة في دوائر الموساد، وتتولى تيفل المهمات السياسية والعلاقات مع الأجهزة الأجنبية، معظم من عمل في هذه الدائرة “تيفل” هم ممن تقلدوا مناصب سفراء.
الوحدة سومت: هي الوحدة المسؤولة عن العمليات الخاصة في “الموساد”، والاغتيالات في الموساد، وتهتم بتشغيل عملاء وضباط لجمع المعلومات في جميع الدول.
الوحدة كيدون: تشكلت في 13 ديسمبر 1949 يقضى المجندون في هذه الوحدة ما يصل إلى عامين في التدريب في صحراء النقب، ثم يتم تعيينهم في وحداتهم الخاصة، تتألف مما يقارب 40عنصرا متخصصا في أساليب التصفية والاغتيال. وهناك معلومات استخباراتية أخرى تفيد بأنها تتكون من فرق، كل فرقة تضم 12 شخصا، ويقدر أنه حتى عام 2013 بلغت عدد العمليات التي نفذتها الوحدة أكثر من 75 عملية في جميع الدول.
الوحدة نبيعوت: تعد الحدة المسؤولة عن عمليات التسلل إلى “أرض العدو”، وجمع المعلومات بالوسائل الإلكترونية، مثل أجهزة التنصت والتصوير وغرس آلات تنصت في “أرض العدو” أو أي مكان آخر في العالم.
ثانيا- ليبرتاد صندوق التجسس والاغتيالات الخارق
أعلن الموساد في 27 جانفي للعام 2017 عن إنشاء صندوق “ليبرتاد” بهدف الوصول إلى تقنيات وأفكار جديدة في مجال التجسس. الغرض من إطلاق الصندوق بناء قدرة ابتكارية والحفاظ على تفوقه التكنولوجي وتعزيزه، وذلك من خلال الاتصال بالشركات المدنية الناشئة في مجال التكنولوجيا المتطورة، وتقديم أفكار جديدة في (5) مجالات عام 2017، منها التقنيات الروبوتية المبتكرة، الطاقة، والتقنيات المبتكرة لتشفير المعلومات بسرعة عالية، سقف التمويل الذي يمنحه للمشروع الواحد يشمل نحو 570 ألف دولار.
عملية “نيلي” لمطاردة قادة حماس
أسست إسرائيل وحدة خاصة من عملاء “الشين بيت ـ الشاباك” (جهاز الأمن الداخلي) والموساد (جهاز المخابرات الخارجية) أطلق عليها اسم “نيلي”، مهمتها تعقب أعضاء حركة حماس المسؤولين عن هجوم السابع من أكتوبر2023 والقضاء عليهم.
يقول “أهرون بريغمان” الباحث السياسي الإسرائيلي الذي كتب دراسات عن المخابرات الإسرائيلية مشاركة الموساد تعني أن “قادة حماس الذين حددتهم إسرائيل كمنظمي خطة الهجوم ستتم ملاحقتهم حتى في الخارج، سواء في تركيا أو قطر،على سبيل المثال”، ومن المحتمل أن تكون قائمة أهداف عمليات الاغتيال غير نهائية.
ألقى هجوم حركة المقاومة الفلسطينية المسلحة حماس بظلال من الشك على مدى كفاءة عمل جهاز الموساد وأثار تساؤلات حول مدى استعداد الجهاز في مواجهة حركة حماس، وأثبت التجربة أن هذه العملية كشفت عن القدرات الاستخباراتية الإسرائيلية الغير فعالة و التي لا قدر على مجابهو العقل المفكر لأخطر وأقوى حركة مقاومة مسلحة في وجه العمالة الصهيونية .