الكراهية تقتل كما الرصاص
بمناسبة اليوم الدولي للّاعنف، الذي يصادف هذا العام الذكرى السنوية 150 لميلاد المهاتما غاندي، الرمز العالمي للسلام، قال الأمين العام للأمم المتحدة،أنطونيو غوتيريش، إن رؤية هذا الرمز لا يزال يتردد صداه في جميع أنحاء العالم بما في ذلك ما تقوم به الأمم المتحدة من أعمال في سبيل تحقيق التفاهم والمساواة والتنمية المستدامة وتمكين الشباب وحل المنازعات بالطرق السلمية.
وأشار غوتيريش،في بيان أمس الأربعاء،إلى أن من أشكال العنف، حالة الطوارئ المناخية وما يترتب عليها من آثار مدمرة، والدمار الناجم عن النزاعات المسلحة، إضافة إلى المهانة المرافقة للفقر والظلم النابع من انتهاكات حقوق الإنسان.
وأضاف البيان أن من صور العنف وحشية الجراح التي يخلفها خطاب الكراهية مثل ما يتم نشره في الفضاء الإفتراضي وعلى أرض الواقع من خطابات “مقززة” تستهدف الأقليات وأي شخص يُعتبر “مختلفا”.
وفي ختام البيان، أعرب الأمين العام عن أمله في أن يتعظ العالم من غاندي الذي كان “لا يتوقف عن التذكير بالهوة التي تفصل بين ما نقوم به وما نحن قادرون على القيام به”،وحثّ على أن يفعل كل شخص ما بوسعه لسدّ هذه الفجوة والسعي نحو بناء مستقبل أفضل للجميع..
من جانبه،قال أداما ديانغ، المستشار الخاص للأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية ، إن الكلمات تقتل مثل الرصاص وإن جرائم الكراهية يسبقها خطاب كراهية.
وشدد على ضرورة أن يتذكر الجميع أن الإبادة الجماعية ضد التوتسي في رواندا بدأت بخطاب كراهية، وما شهدناه في ميانمار ضد السكان الروهينجا بدأ أيضا بخطاب الكراهية.
وأضاف،في حوار مع القسم الإعلامي بالأمم المتحدة، علينا أن نبذل كل الجهود لضمان منع وقوع الهجمات مثل ما شهدناه في سري لانكا عندما تم الإعتداء على الكنائس، والهجوم على المسجدين في نيوزيلاندا، والكنيس اليهودي في بيتسبرغ بالولايات المتحدة،مشيرا إلى أنه كل يتعين أن نستثمر بشكل أكبر في حشد الشباب والدعوة إلى أن تصبح الأفعال أدوات للسلام والحب وتعزيز التناغم الإجتماعي في عالمنا بدلا من أن تكون أداة لارتكاب الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية.
وقام ديانغ بدور محوري في تطوير استراتيجية وخطة عمل الأمم المتحدة لمكافحة خطاب الكراهية التي تشمل أفكارا حول كيفية معالجة الأسباب والعوامل الجذرية لخطاب الكراهية، وتقليص آثارها على المجتمعات.
وذكر أننا نشهد اليوم حول العالم، تزايدا للمتطرفين، سواء في أوروبا أو آسيا أو أي مكان آخر، وتزايد عدد جماعات النازيين الجدد أو الفاشيين الجدد، وأسلوب تشويه صورة المهاجرين، لذا يتعين بذل كل جهد للتصدي لخطاب الكراهية ،داعيا إلى ضرورة بذل كل جهد للإستثمار في التعليم والشباب ليتفهم الجيل القادم أهمية التعايش السلمي المشترك.