التنظيمات الإرهابية في إفريقيا والسلاح القادم من ليبيا
الجزائر- الجزائر- 20-11-2019
حذر مفوض الأمن والسلم بالإتحاد الإفريقي، إسماعيل شرقي، من تخطيط التنظيمات الإرهابية في إفريقيا للتزود بالأسلحة الأكثر تطورا القادمة خصوصا من ليبيا، داعيا إلى تكييف وتحسين مكافحتها على ضوء الإستراتيجيات الجديدة المنتهجة من الشبكات المسلحة.
وقال شرقي في كلمة له خلال مشاركته في الاجتماع الـ13 لنقاط الإرتكاز للمركز الإفريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب بالجزائر العاصمة، أمس الثلاثاء، إن الإرهابيين بصدد استعمال” طائرات بدون طيار في هجماتهم ضد الجيوش والسكان”، محذرا من أن الشبكات الإرهابية تعكف على “التزود بالأسلحة الأكثر تطورا القادمة خصوصا من ليبيا”.
واعتبر مفوض الأمن والسلم أن “ثلث الأسلحة الأكثر تطورا التي توجد بحوزة الإرهابيين في إفريقيا مصدرها ليبيا”، مشيرا إلى أن “الإرهاب انتقل الآن من الساحل ليضرب بقوة إفريقيا الوسطى”.
وأوضح شرقي أن “تكييف وسائل مكافحة الإرهاب يعتبر الوسيلة الوحيدة التي تسمح للبلدان الإفريقية بمواجهة التهديد الإرهابي بكل أشكاله”، مشددا على أن ذلك “لا ينبغي أن يعني فقط الوسائل المسلحة في المكافحة، وإنما كذلك العوامل الأخرى المتسببة في ظهور الإرهاب
“. وأوصى المسؤول الإفريقي البلدان الإفريقية “بأن تركز أيضا على أسباب التهديد الإرهابي، حيث يجب عليها مراجعة طريقة الحكامة الإقتصادية ومكانة الشباب والأشخاص المهمشين”. ودق شرقي ناقوس الخطر حيال استغلال “الإرهاب بؤس السكان وأوضاعهم الإقتصادية الصعبة ليجد له موطئ قدم وكسب المصداقية لديهم”.
ولفت شرقي خلال كلمته، إلى ضرورة توسيع مكافحة الإرهاب إلى مطاردة شبكات التهريب والإتجار بالمخدرات والجريمة بكل أشكالها.
وتتقاطع تصريحات مفوض الأمن والسلم بالإتحاد الأفريقي حول التأثيرات المباشرة للأزمة الليبية مع ما ذهب إليه سابقا الرئيس التشادي إدريس دبي ونظيره النيجيري محمدو إيسوفو.
وتحدث ديبي عن إنفاق الدول المتأثرة بالتهديد الإرهابي الذي فجرته الأزمة الليبية ما بين 18 و32% من ميزانيتها السنوية على الجهد الأمني.
وقال في تصريحات له في ختام القمة الإفريقية الروسية في سوتشي بروسيا مؤخرا: “إن الإرهاب في الساحل يرتبط ارتباطا وثيقا بالفوضى في ليبيا في أعقاب التدخل العسكري في العام 2011 الذي تعاني منه الآن إفريقيا بالكامل”.
وأكد دبي أن “السلام والأمن ضروريان لتنمية أي بلد أو منطقة”، بينما “يواجه الساحل منذ نحو عشر سنوات تهديدا إرهابيا خطيرا بسبب الأزمة الليبية”.
وكان الرئيس النيجري محمد إيسوفو هو الآخر قد كشف سابقا عن تهريب 23 مليون قطعة سلاح من ليبيا، معتبرا خلال مشاركته في منتدى رودس السنوي، الذي عقد في الجزيرة اليونانية، قبل أسابيع، أن بلادا مثل نيجيريا وتشاد والنيجر تأثرت بالصراع الليبي.
وأشار إيسوفو إلى فقدان تام للسيطرة على الأراضي الليبية، حيث لم يتمكن المجتمع الدولي من إيجاد حلول للنزاع المستمر، كما أن البلاد لا يمكنها التفكير في الإنتخابات في الوقت الحالي بالنظر إلى الوضع الأمني الخطير.