إلى أين ستقود التناقضات وخريطة التحالفات ليبيا؟
طرابلس-18-02-2022
أعادت معركة منح “الشرعية” للحكومة الليبية الجديدة، رسم خريطة التحالفات في البلاد، خاصةً في ظل تمسك رئيس الحكومة الحالي، عبد الحميد الدبيبة بمنصبه، ومساعي رئيس الحكومة المكلف من البرلمان، فتحي باشاغا، إلى تشكيل حكومة جديدة، ومحاولات استقطاب كل طرف مزيدا من الأنصار الداعمين لموقفه، وتشكيل جبهات جديدة من أطراف اللعبة السياسية.
وطبقا لمراقبين فإن الخارطة الجديدة يتقدمها من جهة تحالف رئيسي، يضم باشاغا مع قيادات الشرق السياسية والعسكرية، ويعزز هذا التصور اتفاق سابق جمع بين باشاغا ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، في أثناء خوض انتخابات السلطة الانتقالية التي جرت في فبراير 2021 ضمن قائمة مشتركة. وبرغم فشل القائمة حينذاك أمام قائمة الدبيبة، استمر تواصل باشاغا مع قيادات الشرق، بل إنه توج بحدث لافت غير متوقع بمصافحة باشاغا خصمه السابق قائد الجيش الوطني خليفة حفتر، خلال لقاء عقد بمدينة بنغازي.
أما المفاجأة الكبرى بالنسبة للكثيرين في خريطة التحالفات، فتتمثل في حصول “خارطة طريق” أدت إلى تكليف باشاغا بتشكيل حكومة جديدة، على دعم ومباركة تيار من “جماعة الإخوان” في ليبيا، وهو ما دفع الدبيبة إلى انتقاد هذا التقارب علانية، عندما تحدث الأسبوع الماضي عن رفضه لتسليم مهامه “إلا لسلطة منتخبة”، متهماً “الإخوان” بالتحالف مع قيادة الجيش الوطني لاختيار سلطة موازية من أجل الحكم والمال، على حد قوله.