أخبار العالمأوروبا

أكذوبة الحياد وديمقراطية الرأي في الإعلام الغربي الموجه

18-02-2022


كثيرة هي الدلائل التي تفضح ما يُروج عن”حيادبة” أو”موضوعية”مزعومة للإعلام الغربي في تناوله قضايا الدول الأخرى.
حضر ذات يوم في بداية سبعينات القرن الماضي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية،مدير صحيفة”لوموند” الفرنسية،جاك فوفي،لإلقاء محاضرة ،ومن بين الأسئلة التي وجهت إليه:هل صحيفة”لوموند”محايدة؟..فكر قليلا ثم أجاب:لاتنسوا أن الصحيفة فرنسية،وفرنسا تنتمي إلى قارة أوروبا برؤيتها وسياستها ولذلك قد لا نمتلك صفة الحياد بمعناها الدقيق، إلا أننا نسعى إلى أن نكون محايدين.
والإعلام الموجّه الذي تسيطر عليه جهات بعينها في العالم ليس مقصورا على الدول النامية، ولاسيما الدول العربية منها، ولكنه إعلام ترزح تحت سياسته مؤسّسات إعلامية طالما تباهت بمساحة الحرية الممنوحة، وبديمقراطية الرأي المتاحة التي سقطت إلى أجل غير مسمّى، مع التمهيد لحملة الغزو على العراق وتدمير ليبيا واحتلال أراضٍ في سورية من قبل أمريكا وتركيا، حيث ظهر سيناريو معدّ سلفا لتوجيه الرأي العام في أمريكا وأوروبا نحو تقبل فكرة الحرب والاحتلالات، وفكرة ما يُسمّى “الربيع العربي” أن يصور تقبل فكرة الحرب بوصفها حربا ذات دوافع نبيلة وأسباب إنسانية، ليواصل سيناريو الإعلام الموجّه طريقه نحو التعتيم الإعلامي، والكشف عن المعلومات التي يراد لها الوصول لتأكيد الأكذوبة ليس إلا!.

سياسة حجب المعلومات والصور، التي من شأنها أن تثير الرأي العام، طبخت لها الأكاذيب والافتراءات والشائعات، وهي ذاتها التي لم تتورّع في خطوة غير مسبوقة، عن كمّ الأفواه وترويع الأقلام وممارسة الإرهاب على الأرواح وتهديد أمن الإعلام.

وقد وجدت الولايات المتحدة أن أكاذيبها الإعلامية، وخاصة في حرب فيتنام وأفغانستان والعراق وليبيا ومؤخرا في أوكرانيا، قد كشفت من قبل العالم، وأن ما تقوم به من هيجان إعلامي لا يلقى غير الإستهجان من قبل أغلب شعوب العالم.

إن ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية من وضع برامج وتوسعات إعلامية كلفتها المليارات من الدولارات كان هدفه حجب خسائرها في حروبها اللاشرعية على الدول المحبة للحرية والسلام، وأكبر مثال على ذلك حروبها في المنطقة وخاصة في العراق، حيث فقدت أمريكا آلاف الجنود والمعدات العسكرية، إلا أن إعلامها الموجّه بالسرية الكاملة لم يفصح إلا عن أعداد قليلة من القتلى والجرحى، لكن ما نُشر في دهاليز وكالة المخابرات الأمريكية يؤكد عكس ذلك، بدليل أن مقابر الجنود الأمريكان قد انتشرت في كل المدن الأمريكية إضافة إلى فقدان المئات من الجنود في أماكن عديدة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق