أبو الغيط: العالم يشهد تغيرات متسارعة وعلى العرب التيقّظ
القاهرة-مصر-24-12-2020
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن العالم مقدم على شكل جديد من العلاقات بين القوى الكبرى، وقد يدخل في حرب باردة لن تكون بالضرورة على نفس نمط الحرب الباردة التي شهدها العالم بين الولايات المتحدة والإتحاد السوفياتي.
وأضاف أبو الغيط،في كلمة افتتاحية في إطار ندوة عملية عقدها معهد البحوث والدراسات العربية، اليوم 24 ديسمبر بالقاهرة، تحت عنوان “الوطن العربي وتحديات المستقبل”، أن الدول العربية قد تجد لديها هامشًا أكبر للمناورة في ظل وجود قوتين متنافستين على قمة الهرم الدولي.
وتحدث الأمين العام عن التغيرات على الصعيد الدولي، مشيرا إلى أن على العرب الإستعداد لمواجهة أوضاع دولية سوف تشهد سيولة وسرعة في إيقاع التغيير، بحيث يكون من الصعوبة استشراف اتجاهات المستقبل، مؤكدًا أن أجواء التنافس بين الصين وأمريكا قد يجري إدارتها وضبط إيقاعها حتى لا يحدث تصعيد، ولكن احتمالات الخطأ في الحساب -كما يخبرنا التاريخ- واردة في مثل هذه الأوضاع القابلة للإشتعال.
ورصد أبو الغيط في كلمته عددًا من ملامح التغيرات الجارية في العالم، وعلى رأسها تراجع العولمة وبروز النزعة القومية الشعبوية، مشيرًا إلى أن انتخاب 74 مليونًا لترامب يعني أن الإتجاه الذي يمثله لن ينزوي بخسارته للإنتخابات.
وأشار الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى أن روسيا تُمثل كتلة حضارية مهمة ذات ماضٍ لا يزال حاضرًا في الوعي الروسي، وأنها قوة عسكرية كبيرة لديها إرادة لعب دور على المسرح الدولي.
وقال أبو الغيط إن الحروب السيببرانية والأسلحة ذاتية التوجيه التي تعمل بالذكاء الإصطناعي تُمثل تحدياتٍ جديدة غير مسبوقة على أمن المجتمعات، خاصة وأنها مجالات لا تزال بعيدة عن أي إطار قانوني ناظم.
وذكر أبو الغيط أنَّ الوطن العربي يواجه أوضاعًا صعبة في الإقليم، مشيرًا بالتحديد إلى أن لدى كلٍ من إيران وتركيا أطماعًا إمبراطورية في المنطقة العربية تعود إلى عصور سابقة، وأن كلتيهما تقتحم الفضاء العربي وتؤسس لمناطق نفوذ وتسعى للهيمنة، مشيرًا إلى أن هذا التنمر الإقليمي سوف يستمر للأسف في الفترة القادمة.
وأوضح أن المنطقة العربية عانت كثيرًا خلال السنوات العشر الماضية، وأنها تحتاج إلى استعادة مكانتها وقدراتها، مؤكدًا أنها في حاجة إلى إحياء اقتصادي شامل، وأن هناك تفاوتًا في أداء الدول العربية والمطلوب هو تحقيق قدر من التكامل الإقتصادي يبدأ بإلغاء التعريفات الجمركية، وهو أمرٌ يُمكن التوصل إليه قريبا.
وشدد أبو الغيط على أن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة يُعد أولوية رئيسية، وأن بقاء القضية الفلسطينية من دون حلٍ كان سببًا في الكثير من المشكلات التي حلت بالإقليم والعالم.