“الإنفجار الشامل في منطقة الشرق الأوسط” :هل تدخل اليمن في منزلق خطير مع الإمارات والسعودية؟

قسم البحوث والدراسات 03/12/2025
تقديم عام:
تشهد محافظة حضرموت، أكبر محافظات اليمن مساحة وأغناها بالثروات النفطية والموانئ الاستراتيجية، مرحلة حرجة وغير مسبوقة، إذ أصبحت ساحة صراع مباشر بين أدوات تحالف العدوان الإقليمي، الإمارات والسعودية، على حساب الأمن والاستقرار المحلي. بين تعزيزات عسكرية إماراتية تتحرك نحو الساحل، وحشود قبلية واسعة تدعمها الرياض، يتشكل مشهد حرب متكاملة الأركان قد يفتح الباب أمام فوضى شاملة، تعيد رسم خريطة النفوذ في شرق اليمن وربما تمتد لتشمل محافظات مجاورة، مع تداعيات مباشرة على الاقتصاد الوطني والخدمات الأساسية.
دخل وادي حضرموت مرحلة توتر غير مسبوقة، مع اندلاع مواجهات عنيفة بين مليشيات مدعومة إماراتيًا وأخرى موالية للسعودية، إثر تقدم القوات الإماراتية نحو مناطق استراتيجية في الوادي، ما شكل نقطة اشتعال أولى.. تضمنت المواجهات قصفًا بالدبابات وانتشارًا مكثفًا للقوات، ما أثار مخاوف من انتقال الاشتباكات إلى داخل مدينة سيئون نفسها، وسط حالة استنفار أمني متواصل.
تشير المصادر المحلية إلى أن هذه الاشتباكات تعكس تصدعًا واضحًا في صفوف أدوات العدوان، وتهدد بفراغ أمني كبير في وادي حضرموت إذا توسع نطاق المعارك، ما يزيد احتمالية انزلاق المحافظة نحو فوضى شاملة.
تعزيزات متسارعة وحشد قبلي
وصلت تعزيزات عسكرية ضخمة إلى الساحل بالتزامن مع حشد قبلي واسع، مطالبًا بالتمكين المحلي وحماية حقوق أبناء المحافظة في إدارتها وشؤونها الاقتصادية، واجهت هذه التحركات تهديدات مباشرة من أدوات الإمارات، فيما أكد الحشد القبلي على ضرورة صون سيادة المحافظة وحقوق مواطنيها في الثروات والمقدرات الطبيعية.توضح هذه التحركات أن المحافظة أصبحت مساحة مفتوحة لتصفية الحسابات الإقليمية عبر أدوات محلية، بينما يدفع المواطن ثمن هذه المناورات.
تجزئة النفوذ وحرب الوكلاء
تتجسد الأزمة في حضرموت عبر أربعة محاور رئيسية:
ـ أدوات الإمارات: تسعى لفرض مشروع السيطرة على الساحل والموانئ والحقول النفطية لضمان النفوذ الكامل في شرق اليمن.
ـ الأصوات المحلية والحشد القبلي: تدافع عن حق أبناء المحافظة في إدارة ثرواتهم والسيطرة على القرار المحلي.
ـ القوات النظامية المحلية: تعيش حالة انهيار جزئي نتيجة الانقسام بين أدوات السعودية والإمارات، مع تراجع نفوذها التقليدي في مواجهة الانتشار الإماراتي.
ـ الوجود السعودي المباشر: إنشاء ألوية جديدة وإعادة تموضع عسكري لضمان السيطرة على الموارد الاستراتيجية، مع الحفاظ على توازن النفوذ الإقليمي.
يؤكد هذا التوزع أن حضرموت أصبحت ساحة لصراع أدوات العدوان على أرض الواقع، حيث تُختبر ولاءات القوى المحلية ويتم تحويلها إلى أداة في معركة أكبر بكثير.
امتداد الصراع وتأثيره على شرق اليمن
تأثير الصراع يمتد إلى كامل شرق اليمن، حيث تتزايد احتمالات الفوضى والتوتر الأمني، كل تحرك عسكري في حضرموت ليس حدثًا محليًا عابرًا، بل جزء من محاولة للتحكم بمقدرات المحافظة وتهديد أمن واستقرار المنطقة الشرقية بأكملها.كل يوم يمر يشهد تزايد الانقسامات والصراعات بين وكلاء الأطراف الإقليمية، ما يجعل المحافظة على مفترق طرق خطير، لا يعرف إلا لغة القوة والهيمنة.
حضرموت على مفترق طرق.. سيناريوهين محكومان بالفوضى
ـ تسوية مفروضة من الخارج: تثبيت أدوات العدوان الإقليمي للهيمنة على القرار والثروات، وإضعاف قدرة أبناء المحافظة على إدارة شؤونهم بحرية واستقلال.
ـ انفجار شامل: مواجهة محتملة بين وكلاء الأطراف الخارجية قد تتحول إلى فوضى ممتدة من الساحل إلى الوادي والصحراء، تستنزف الأرض والإنسان على حد سواء.في كل الاحتمالات، بينما تحوّل أدوات العدوان حضرموت إلى ساحة تصادم، بهدف تمزيق سيادتها واستنزاف ثرواتها يكون الرهان الأخطر حصول إنفجار شامل بمنطقة الشرق الأوسط .
حضرموت.. صمود الوطن في وجه العدوان
رسالة يوجهها الشعب اليمني الصامد في وجه العدوان الأجنبي حضرموت لم تعد مجرد محافظة، بل أصبحت معقل صمود اليمنيين في وجه أطماع العدوان الإقليمي وأدواته المحلية .وبين مطرقة الإمارات وسندان السعودية، تُستنزف ثروات المحافظة وأمنها الاجتماعي، لكن إرادة أبناء حضرموت وعزمهم على حماية أرضهم يظل الدرع الحامي للوطن.
الأرض الحضرميّة لن تكون ملعبًا لمشاريع الهيمنة الخارجية، بل رمزًا للثبات الوطني، وصوتًا يصدّ أي محاولة لتفكيك اليمن وتدمير مقدراته، صمود حضرموت هو رسالة لكل اليمنيين أن الأرض والشعب خط أحمر، وأن إرادة الشعب ستظل سداً منيعًا أمام أطماع العدوان ووكلائه.



