طيارون إسرائيليون حوّلوا الذخائر المتبقية من التصدي لصواريخ إيران إلى غارات يومية على غزة ضمن استراتيجية موسعة للضغط العسكري

قسم الأخبار الدولية 03/07/2025
أفاد تقرير لصحيفة معاريف العبرية بأن سلاح الجو الإسرائيلي اتبع سياسة غير معلنة خلال الحرب الأخيرة مع إيران، سمحت للطيارين الذين أنهوا مهمات اعتراض الصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانية باستخدام الذخائر المتبقية لديهم لضرب أهداف في قطاع غزة، رغم أن القطاع لم يكن طرفاً مباشراً في المواجهة.
وبحسب التقرير، بدأت المبادرة كمبادرة فردية من الطيارين العائدين من مهمات الدفاع الجوي، حيث تواصل بعضهم مع غرف العمليات العسكرية وعرضوا استخدام الذخائر غير المستعملة لاستهداف مواقع في غزة. سرعان ما تبنّى سلاح الجو هذه المبادرة وعممها كإجراء اعتيادي، وصدرت تعليمات من قائد السلاح، الجنرال تومر بار، بتنسيق الطلعات مع القوات البرية العاملة في غزة لتنفيذ ضربات قبل الهبوط.
الطائرات التي شاركت في تلك المهام كانت محملة ليس فقط بصواريخ جو-جو لمواجهة التهديدات الإيرانية، بل أيضاً بذخائر جو-أرض استخدمت لاحقاً ضد أهداف داخل القطاع. ووصف المسؤولون في الجيش هذه السياسة بأنها “مضاعِفة للقوة”، مشيرين إلى أنها سمحت بتوسيع الغارات الجوية في غزة دون الحاجة لتكثيف الطلعات أو استهلاك موارد إضافية.
التقرير أكد أن عشرات الطائرات نفذت يومياً ضربات على القطاع المحاصر، مستهدفة ما وُصف بـ”أهداف مساعدة للقوات البرية” في خان يونس وشمال غزة. لكن هذا الاستخدام الممنهج للذخائر جعل من غزة “جبهة ثانوية” في صراع أساسه كان المواجهة الإسرائيلية الإيرانية.
ويأتي ذلك في أعقاب حرب استمرت 12 يوماً بدأت فجر 13 يونيو حين شنت إسرائيل ضربات استباقية على مواقع عسكرية ونووية داخل إيران، شملت اغتيال شخصيات بارزة. وردت طهران بسلسلة من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة، فيما تدخلت الولايات المتحدة لاحقاً بهجمات مباشرة على منشآت نووية إيرانية.
وفي 24 يونيو، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب وقف إطلاق النار، محذراً من أن واشنطن ستستأنف ضرباتها في حال استأنفت طهران تخصيب اليورانيوم لأغراض عسكرية. وبينما تنفي إيران سعيها لامتلاك سلاح نووي، تؤكد حقها في تطوير برنامج نووي سلمي.
وبينما قُدّمت هذه السياسة الإسرائيلية على أنها خطوة تكتيكية لتقليل الفاقد من الذخائر، فإن تداعياتها السياسية والإنسانية مرشحة لإثارة جدل واسع، خاصة وأن غزة أصبحت عرضة لقصف مكثف ضمن حرب لم تكن جزءاً منها.