السلاح الصيني وصناعة التوازن

حسان يونس: قسم البحوث والدراسات الإستراتجية الأمنية والعسكرية 23-06-2025
كشفت الحروب الأخيرة في غزة، لبنان، وإيران عن حقيقة ميدانية لا يمكن إنكارها، وهي التفوّق الإسرائيلي في مجال السيطرة الجوية والتفوّق التكنولوجي، سواء في الطائرات الحربية، أنظمة الاعتراض، أو حرب المسيّرات.
هذا الواقع يفرض على الدول الساعية إلى أعادة التوازن أن تبحث عن خيارات جديدة وفعّالة.
وفي هذا السياق، تبرز الصين كقوة تكنولوجية صاعدة، قادرة على تقديم منظومات عسكرية متطورة تقترب في كفاءتها من الغرب، وتتفوّق بشكل واضح على السلاح الروسي، مع ميزة حاسمة: حرية الاستعمال، وسعر مناسب، واستقلالية عن الضغوط الجيوسياسية.
أولًا: الطيران الحربي
J‑20 (Mighty Dragon)
مقاتلة شبحية متعددة المهام، دخلت الخدمة، ومزوّدة بصواريخ PL‑15 بعيدة المدى ورادارات AESA حديثة.
J‑35 (FC‑31)
مصممة للعمل على حاملات الطائرات، وتُنافس F‑35 الغربية، مع قدرة على قيادة أسراب مسيّرات مرافقة.
هذه المقاتلات لم تعد نماذج تجريبية، بل دخلت الخدمة الفعلية، وتُظهر استقلالًا صناعيًا وتكتيكيًا متقدّمًا.
ثانيًا: الدفاعات الجوية والصواريخ الاستراتيجية
HQ‑19
نظام مضاد للصواريخ الباليستية، قادر على اعتراض أهداف فرط صوتية، ويُقارن بـ THAAD الأمريكي.
HQ‑9B
منظومة متعددة الطبقات، أثبتت نجاعتها في رصد واعتراض طائرات شبحية وصواريخ كروز.
DF‑17 / DF‑ZF
صواريخ انزلاقية فرط صوتية (HGV) دقيقة، قادرة على تجاوز الأنظمة الدفاعية الغربية.
وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ هذه المنظومات أثبتت كفاءتها العالية ميدانيًا، خاصة في التوازن العسكري القائم بين الهند والباكستان، حيث ساهمت التكنولوجيا الصينية من رادارات، ودفاعات جوية، وصواريخ دقيقة في منع انزلاق النزاع إلى مواجهة شاملة، من خلال فرض معادلة ردع متبادل متكافئة.
استفادت باكستان بشكل خاص من نقل التكنولوجيا الصينية، عبر برامج مشتركة لتصنيع طائرات JF‑17، ومنظومات HQ‑16 وهو ما شكّل نموذجًا واقعيًا لإمكانات بكين في توفير الردع الإقليمي المتوازن.
ثالثًا: المسيّرات
CH‑5 / CH‑
مسيّرات هجومية واستطلاعية بمدى طويل، قادرة على حمل ذخائر دقيقة واستهداف نقاط حساسة.
Jiu Tian
طائرة ضخمة مخصصة لإطلاق مسيّرات انتحارية بشكل جماعي.
WZ‑7 Soaring Dragon
مسيّرة استطلاع استراتيجي، استخدمت فعليًا في أجواء تايوان وبحر الصين الجنوبي.
هذه المسيّرات تُقدَّم للدول الصديقة بدون قيود، مع قدرة على الصيانة محليًا وتعديل الحمولات حسب الحاجة.
خلاصة للدول العربية:
تُوفّر الصين اليوم سلاحًا متطوّرًا وفعّالًا، لا من حيث الكم فحسب، بل من حيث:
- الكفاءة العملياتية، كما أثبتت التجربة الباكستانية
- حرية الاستعمال، دون ضغط سياسي أو حظر مشروط؛
- السعر التنافسي، الذي يتيح التسلّح الذكي دون إرهاق الميزانيات.
لم تعد الصين مجرد بديل تكتيكي، بل أصبحت خيارًا استراتيجيًا حقيقيًا في معادلة التسلح الردعي، خاصة للدول التي تسعى إلى توازن فعلي مع التفوّق الإسرائيلي.