خامنئي يطلق نداء المعركة ضد إسرائيل ويعلن القطيعة مع أي تسوية

قسم الأخبار الدولية 18/06/2025
أشعل المرشد الإيراني علي خامنئي فجر الأربعاء شرارة تصعيد غير مسبوق، معلناً بشكل مباشر انطلاق ما وصفه بـ”المعركة” ضد إسرائيل، ومشدداً على أن طهران لن تدخل في أي تسوية مع “الكيان الصهيوني”، وفق سلسلة تدوينات نشرها عبر منصة “إكس”. واستند خامنئي في خطابه إلى رمزية دينية، قائلاً “باسم حيدر الجبار تبدأ المعركة”، قبل أن يضيف “علي يعود إلى خيبر مع ذو الفقار”، في إشارة إلى المعارك الإسلامية التاريخية بقيادة الإمام علي، بما يحاكي خطابه تقاطعاً بين العقيدة والسياسة في لحظة شديدة الحساسية من التصعيد الإقليمي.
وتزامنت هذه التصريحات النارية مع تفاقم التوتر الإيراني-الإسرائيلي عقب أيام من القصف المتبادل، حيث شهدت نهاية الأسبوع الماضي بدء مواجهة مفتوحة بالطائرات والصواريخ في أكثر من ساحة. ووسط هذه التطورات، تصاعدت التصريحات من الجانب الإسرائيلي حول نية تنفيذ عمليات تصفية على أعلى مستوى، إذ لمّح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى إمكانية اغتيال خامنئي نفسه، قائلاً إن “استهداف القيادة الإيرانية سيُنهي الصراع بدلاً من تصعيده”. وتبع ذلك تحذير صريح من وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الذي قال: “على خامنئي أن يتذكر مصير الديكتاتور في الدولة المجاورة”، في إشارة مباشرة إلى إعدام صدام حسين.
في واشنطن، سُجّل موقف لافت للرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي صرح عبر منصته “تروث سوشيال” قائلاً: “نعرف تماماً مكان اختبائه، إنه هدف سهل، لكنه لا يزال آمناً حتى الآن”، قبل أن يضيف: “لن نقضي عليه حالياً، لكن صبرنا ينفد… الاستسلام غير المشروط”.
وتدل هذه المواقف المتزامنة على أن استهداف قيادات الصف الأول في طهران لم يعد مجرد تهديد بل تحول إلى خيار مطروح في الدوائر العسكرية والسياسية الأميركية والإسرائيلية، في وقت لا تُظهر فيه إيران أي مؤشرات على التراجع، بل تتبنى خطاباً صدامياً يعلن رفضها لأي مساومة أو تسوية.
في ظل هذه التطورات المتسارعة، يخشى مراقبون من دخول المنطقة مرحلة حرب استنزاف كبرى، وربما انزلاق نحو صراع مباشر متعدد الجبهات قد لا تقتصر تداعياته على حدود إيران وإسرائيل فقط، بل تمتد إلى عموم الشرق الأوسط، بما في ذلك العراق وسوريا ولبنان واليمن، حيث تنتشر قوات وأذرع تابعة لطهران.