إسرائيل تشدد قبضتها على المساعدات الإنسانية في غزة وسط تصاعد التوترات السياسية والعسكرية

قسم الأخبار الدولية 06/03/2025
فرضت إسرائيل إجراءات مشددة على دخول وتوزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، ما أثار انتقادات واسعة من قبل المنظمات الدولية والإغاثية، وسط تصاعد التوترات بين تل أبيب وحركة “حماس”. تأتي هذه الخطوة بعد إعلان تل أبيب عن خطة جديدة للسيطرة على عمليات الإغاثة، متذرعة باعتبارات أمنية وتنظيمية، وهو ما يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع المحاصر.
قيود إسرائيلية صارمة على دخول المساعدات
بحسب التقارير، قررت إسرائيل حصر دخول المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، حيث تخضع جميع الشحنات لتفتيش دقيق قبل نقلها إلى مراكز لوجستية تديرها السلطات الإسرائيلية. كما ألزمت المنظمات الإغاثية بنظام تتبع صارم لعمليات التوزيع، مع فرض تدقيق أمني مشدد على العاملين في المجال الإنساني.
وذكرت وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق المحتلة (COGAT) أن هذه الإجراءات تهدف إلى منع وصول المساعدات إلى جهات تصفها تل أبيب بـ”الإرهابية”، لكنها أثارت مخاوف من تحول المساعدات إلى أداة ضغط سياسي وأمني على السكان، الذين يعتمدون عليها في ظل الحصار الخانق.
تعليق المساعدات الأميركية ووقف الإمدادات إلى غزة
تزامنت هذه الخطوات مع إعلان منظمات دولية عن تعليق التمويل الذي كانت تنتظره من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، بعد قرار وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بوقف بعض برامج الدعم. وعلى الرغم من تراجع بعض هذه القرارات جزئيًا، إلا أن مصير المساعدات ما زال غامضًا.
وفي تصعيد إضافي، أوقفت إسرائيل جميع شحنات المساعدات إلى غزة يوم الأحد، متهمة منظمات الإغاثة – من دون تقديم أدلة – بتحويل الإمدادات إلى “حماس”. ويأتي هذا القرار رغم أن تدفق المساعدات كان جزءًا أساسيًا من اتفاق وقف إطلاق النار الذي استمر ستة أسابيع بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.
مخاوف من انهيار الهدنة وتجدد القتال
يبدو أن وقف إطلاق النار يواجه خطر الانهيار، مع تعثر المفاوضات بين إسرائيل و”حماس” حول المرحلة الثانية من الاتفاق. وكان الاتفاق الأولي قد شمل تبادل أسرى بين الطرفين، لكن الجمود الحالي قد يؤدي إلى استئناف العمليات العسكرية.
وفي محاولة لاحتواء الأزمة، أعلنت الخارجية الأميركية عن زيارة مرتقبة للمبعوث الخاص ستيف ويتكوف إلى المنطقة، لكن مع استمرار الخلافات بين الجانبين، تبدو فرص التوصل إلى اتفاق جديد ضئيلة.
مستقبل المساعدات الإنسانية في ظل القيود الإسرائيلية
قبل اندلاع الحرب، كان قطاع غزة يعتمد بشكل أساسي على المساعدات الخارجية، لكن القيود الإسرائيلية الجديدة زادت من صعوبة وصولها إلى المحتاجين. ويحذر مسؤولو الإغاثة من أن هذه الإجراءات قد تجعل المساعدات وسيلة للضغط السياسي، بدلًا من أن تكون وسيلة لإنقاذ الأرواح.
ووفقًا لمسؤول في منظمة إغاثية، فإن المشكلة لا تتعلق فقط بآلية التوزيع، بل بكيفية ضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها دون أن تصبح أداة للتلاعب السياسي أو الأمني.
مع استمرار القيود وتزايد الضغوط السياسية، يظل مستقبل سكان غزة مرهونًا بالتطورات الميدانية، في وقت تتزايد فيه المخاوف من عودة المواجهات العسكرية، ما قد يزيد من تعقيد الوضع الإنساني المتدهور في القطاع.