وادي سيدنا” أكبر قاعدة جوية عسكرية في السودان
قسم البحوث والدراسات الإستراتجية الأمنية والعسكرية 21-03-2024
تقديم
“وادي سيدنا” تلك هي أكبر قاعدة جوية عسكرية سودانية، تقع شمالي مدينة أم درمان حيث بدأ استخدام قاعدة “وادي سيدنا” خلال الحرب العالمية الثانية منذ 1946 كمحطة عسكرية للقوات البريطانية لنقل الطائرات من غرب إفريقيا الى مصر.
وقد أصبحت القاعدة المنفذ الجوي الوحيد للخرطوم نحو الخارج، عقب اندلاع الإشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وتضم القاعدة مطارا وبالقرب منه أنشئت الكلية الحربية متعددة التخصصات ومعهد المشاة والمظلات حيث استخدمت كمركز رئيسي لعمليات الإجلاء الدولية بعد إغلاق مطار الخرطوم الدولي.
موقع استراتيجي لإدارة العمليات العسكرية
تعتبر قاعدة “وادي سيدنا” أكبر قاعدة جوية في السودان، وهي بمثابة قلعة حصينة، إذ تحتل موقعا إستراتيجيا يوفر لها حاجزا طبيعيا من جهة الشرق، هو نهر النيل، ومن ناحية أخرى، يعد جسر “حلفايا”، الذي يقع إلى الجنوب من المنطقة العسكرية بوادي سيدنا الأقرب إلى القاعدة، وهو خاضع بشكل كامل لسيطرة الجيش، مما يحد من قدرة أي قوة عسكرية أخرى على اختراقه.
وشيّد في الموقع مصنع المعدات الحربية المسمى “مجمع الصافات للتصنيع العسكري”، حيث تُصنّع وتُطوّر الطائرات المدنية والعسكرية والمسيرات، وتخضع للصيانة.
ونظرا لموقعها، تمثل القاعدة أهمية إستراتيجية في الاشتباكات العسكرية والمعارك التي تندلع في السودان، إذ يتمكن صاحب النفوذ عليها من فرض هيمنة جوية، والتحكم في مسار المواجهات الميدانية، وتوجيه ضربات عسكرية متفوقة، وهو الأمر الذي يؤدي إلى إحراز نتائج حاسمة لصالحه.
دور استراتيجي في إدارة الحروب والانقلابات
كان للقاعدة دور مفصلي في الانقلابات العسكرية الناجحة، مثل انقلاب عام 1969 بقيادة العقيد جعفر النميري، وانقلاب عام 1989 بقيادة العقيد عمر البشير أنذلك
منذ اشتباكات 2023 بين الفراقاء السودانيين شكلت القاعدة، مصدر قوة للجيش الذي سيطر عليها واتخذ منها مركزا لانطلاق طائراته الحربية ومسيراته وتوجيه ضربات جوية على معسكرات قوات الدعم السريع في الخرطوم والنقاط الاستراتيجية لتمركزها لسيما الجسور التي تربط مدن العاصمة الثلاث: “الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان
إضافة إلى ذلك، استهدفت القوات الجوية التي تنطلق من القاعدة، خطوط إمداد قوات الدعم السريع القادمة إلى الخرطوم من إقليم دارفور وولاية شمال كردفان.
ومن جانب آخر، نفذت قوات الدعم السريع عديدا من الهجمات المكثفة على القاعدة، بعد إخفاقها في الاستيلاء عليها، في محاولة منها لتدميرها أو إخراجها من الخدمة ومنع وصول مساعدات عسكرية خارجية للجيش عبرها.
وأسهمت قاعدة وادي سيدنا الجوية بعد اندلاع المعارك بدور بارز في إجلاء آلاف الدبلوماسيين والرعايا الأجانب من نحو 40 جنسية كما شاركت في عملية الإجلاء طائرات عسكرية تحالفات عسكرية مختلفة منها فرنسا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة.
القاعدة السودانية سيدنا”، تعد محوّلا استراتيجيا للحراك الحربي بين القوات المتقاتلة في السودان بإعتبارها بوصلة أرضية جوية لمسار الصراع السوداني الذي تحوم حوله ضبابية ونقاط استفهام عدة لمصير الصراع ووقف الحرب التي أدت الى انتشار الفقر و الفاقة والمجاعة حيث ترك الشعب السوداني كخاسر أكبر، وحيدا في مواجهة مصير الموت.