أخبار العالمالشرق الأوسط

تشكيل لواء إقليمي “ههاريم” الإسرائيلي الجديد لحرب الجبال على الحدود السورية اللبنانية

قسم البحوث والدراسات الإستراتجية الأمنية والعسكرية 21-03-2024

في ظل تصاعد عمليات المقاومة في لبنان ارتفعت حدّة خطاب وزراء اليمين المتطرّف في الحكومة الإسرائيلية، الداعي إلى توسيع الجبهة الشمالية، من أجل إعادة التوازن في الشمال، لاستعادة هيبة الكيان والردع، الذي تآكل وتضرر نتيجة العمليات النوعية لحزب الله.

وينبئ تطوّر عمليات المقاومة واستخدامها صواريخ دقيقة إلى رسم معادلات جديدة إمّا بالتصعيد التدريجي التراكمي، أو نحو جولة قتالية محدودة أو توسيع حدّة الهجمات دون الوصول إلى الحرب في المرحلة الحالية، ريثما تظهر مسارات معركة رفح المحتملة، التي قد تؤدي إلى تصعيد إقليمي.

في صدد إعادة هيكلة القوّة القتالية في الشمال استعداداً لأي تطورات ميدانية، أعلن الجيش الإسرائيلي، تشكيل لواء إقليمي جديد على الحدود مع سوريا ولبنان، أطلق عليه اسم “ههاريم” على أن يبدأ نشاطه خلال الأسابيع القادمة.

وفي بيانه قال جيش الاحتلال: “كجزء من ملاءمة الاستجابة العملياتية على الحدود الشمالية وبناءً على تقييم الوضع، تم تشكيل لواء إقليمي جديد “ههاريم” على الحدود السورية اللبنانية“.

وأضاف البيان أن اللواء الجديد سيوضع تحت قيادة “الفرقة-210″، وسيتولى مهام الدفاع عن منطقة جبل الشيخ وجبل الروس (هار دوف)، مشيراً إلى أنه سيتم استبداله بلواء “حيرمون 810”.

وأردف أن اللواء الجديد سيكون تحت قيادة الكولونيل “ليرون أبلمان”، مضيفاً أن عمله سيبدأ خلال الأسابيع المقبلة على الحدود الشمالية.

ونقل البيان عن نائب قائد “الفرقة 210” البريغادير تسيون راتسون قوله إن تشكيل اللواء الجديد “سيقدم استجابة عملياتية نوعية وسيتيح إمكانية الاستعداد للدفاع والهجوم في سيناريوهات متنوعة تناسب التضاريس والعدو في المنطقة، على الجبهتين اللبنانية والسورية بشكل متزامن”.

وعن اختصاص اللواء الجديد، قال بيان جيش الاحتلال إنه “سيكون متخصصاً في خوض القتال وسط التضاريس المركبة والقتال الجبلي“.

ففي حين أن التحدّي الرئيسي في غزة يتمثل في حرب المدن وصعوبة التنقّل فيها، فالتضاريس الجبلية على الحدود الشمالية للكيان مع لبنان يصعب التنقل فيها أيضاً.

ومن الواضح أن اللواء الجديد سيكون إقليمياً، وسيركّز بحسب بيان الجيش على الدفاع عن جبل الشيخ وجبل دوف، وهما منطقتان جبليتان متاخمتان للجولان وشمال إسرائيل وتشكلان مثلثاً بين إسرائيل ولبنان وسوريا.

يأتي تأسيس اللواء الجديد، بحسب المراسل العسكري للموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت” يوآف زيتون، “على خلفية التوترات على الحدود الشمالية مع لبنان، التي تسببت بإجلاء أكثر من 80 ألف إسرائيلي من الجليل الأعلى”.

ويضيف المراسل العسكري أنه “إلى جانب القتال ضد حزب الله، تتعامل إسرائيل أيضاً مع الكثير من التحديات والتهديدات على الساحة السورية، وعليه أتت الحاجة لهذا اللواء الجديد، الذي قام استمراراً لخطة العمل للقيادة الشمالية، وتحليل الاحتياجات العملياتية للجيش الإسرائيلي أثناء الحرب”.

في سياق متّصل، يبدو مستوى الإسناد العالي في الجبهة اللبنانية، مؤثراً وفاعلاً بشكل كبير على معنويات المستوطنين في الشمال، وافتقار شعورهم بالأمان حتى لو انتهت الحرب غداً، حيث كشف استطلاع أجراه مركز المعرفة الإقليمي في الكلية الأكاديمية “تل حي” ومجموعة السلطات في الجليل الشرقي، أنّ نحو “60% فقط متأكدون من أنّهم سيعودون عندما ينتهي القتال”، وأنّ “4 من كل 10 تم إجلاؤهم لن يعودوا”، وتلك أرقام هائلة، وفق الصحيفة.

تمتلك المقاومة خططاً عسكرية وفق منطق الردع والتصعيد ونوعية الأسلحة المستخدمة، تجعلها تخوض أي معركة محتملة، بل ويسمح لها هذا المنطق بفرض تكتيكات المواجهة مع عدوها في جميع مستويات التصعيد، وفي الوقت الذي زج جيش الاحتلال بمعظم طاقة وفرق المنطقة الشمالية في المعركة الدائرة يقوم حالياً باستحداث ألوية جديدة كاللواء “ههاريم” ليعيد تنظيم قواته العسكرية واستجابة لتحديات قادمة مع حزب الله، في حين أن المقاومة لم تستخدم سوى 5 % من طاقتها ومواردها البشرية والمادية و2 % من أسلحتها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق