أخبار العالمإفريقيا

هل لبعض الدول الكبرى يد في الإنقلاب على الرئيس المالي؟

باماكو-مالي-4-9-2020


تواجه مالي أزمة اجتماعية وسياسية خطيرة منذ يونيو، ونظمت المعارضة مظاهرات من أجل المطالبة باستقالة الرئيس، وبلغت المظاهرات ذروتها باحتلال مكان رمزي في وسط العاصمة باماكو .

وتضم حركة 5 يونيو -التي قادت المظاهرات المناهضة للسلطة- تحالفا متنوعا بين رجال دين وسياسيين ومنظمات من المجتمع المدني.

ورفضت الحركة الخميس الماضي اقتراحا تقدم به الرئيس النيجيري السابق جودلاك جوناثان من أجل الاجتماع بالرئيس كيتا، مشترطة قبل ذلك بشكل خاص إنهاء “قمع” ناشطيها.

و لقد انعطفت الأزمة السياسية في مالي إلى مستوى لم يكن يتوقعه أحد بعد سلسلة من المظاهرات والدعوات المتكررة للعصيان المدني من قبل المعارضة التي تديرها حركة 5يونيو التي يترأسها محمد ديكو بهدف الإطاحة بنظام الرئيس المالي إبراهيم بوبكر كيتا، رغم كل الوسائط الدولية للخروج من الأزمة السياسية الراهنة .

وقال محمد ويس المهري، الصحفي والباحث السياسي في قضايا الساحل الإفريقي والصحراء الكبرى، في حديث مع صحيفة سترتيجيا نيوز اليوم الجمعة 4 سبتمبر2020، انه بعد التعذر من الوصول لحل يُرضي جميع الأطراف في الازمة السياسية التي تعصف بمالي جاء هذا التحرك العسكري والذي قام بها ضباط من الجيش المالي لإجبار الرئيس المالي على الاستقالة ، وفي وقت وجيز أعلن رئيس مالي إبراهيم أبو بكر كيتا تنحيه عن السلطة وحل البرلمان والحكومة، وذلك بعد ساعات من احتجازه مع رئيس وزرائه بوبو سيسي من قبل عسكريين.

وبث التلفزيون الرسمي كلمة مسجلة للرئيس المعتقل في معسكر قرب العاصمة بماكو أعلن فيها استقالته من كل مناصبه.

وقال كيتا في كلمته إنه “إذا كان بعض عناصر قواتنا المسلحة ارتأوا اليوم أن الأمر يجب أن ينتهي بتدخلهم فهل لدي حقا خيار؟ أنا أرضخ لأنني لا أريد أن تراق أي قطرة دم من أجل أن أبقى في منصبي”.

وشكّل هذا التطورذروة لخلاف بين الرئيس والمعارضة بدأ قبل نحو عامين عندما رفضت المعارضة نتائج الانتخابات.

وإستغرب محدّثنا من ما اسماه بالتسابق الغربي للحصول على اتفاقيات مع المجلس العسكري الذي وصفه بالمجهول ، لافتا إلى إن السفير الروسي هو أول من زار هذا المجلس في العاصمة باماكو وكان لقائهما مطولا ، حيث صرّح السفير بعد المقابلة انه ناقش مع المجلس أزمة انعدام الأمن ولم يزد على ذلك شيء من فحوى اللقاء .

وتابع إن بعد هذا اللقاء أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية إيقاف عملياتها مع الجيش المالي ، ما يطرح تساؤلات كثيرة، وفق تقديره .

وأردف أن هذا المجلس أعلن تمتين تعاونه العسكري مع روسيا، مشدّدا على تطوير وتطبيق الاتفاقيات السابقة، مضيفا ‘ واللاّفت في الأمر إن أغلب قيادات المجلس العسكري المنقلب تدربوا في روسيا وتربطهم علاقات طيبة معها في حين إن الصمت الفرنسي محير حيث لم ترغم باريس المجلس لإعادة الرئيس المعزول كيتا إلى منصبه مما يجعلنا نتساءل هل إن فرنسا لديها يد في هذا الانقلاب أم إنها كانت تعلم بهذا التحرك العسكري وغضت الطرف ‘.

وأكد محمد ويس المهري، إن هناك قيادات إسلامية معادية لفرنسا صرّحت إن النفوذ الفرنسي بلغ مستويات كبيرة ويجب التصدي له وإيقافه لأنها تدخلت في مفاصل الدولة ودواليبها وأصبحت تتحكم في كل القرارات، مشيرا إلى إن باريس قد تكون فرنسا قد عقدت اتفاقية مع المجلس العسكري أو إنها علمت مسبقا بهذا الانقلاب وغضت الطرف لان الانسداد السياسي في الفترة السابقة كان ينذر بكارثة في باماكو .

وعبّر الصحفي والباحث عن مخاوفه من ان تصبح مالي ساحة صراع جديد بين فرنسا وأمريكا وروسيا والصين وخاصة بعد تصريحات وزارات الخارجية الصينية والروسية أنهما يتفهمان الأوضاع التي حدثت في مالي بعد التحرك العسكري الذي أسقط بالرئيس المالي، وأكدتا البلدين إنهما ستقفان صفا واحد معه مالي وستتصدان لكل العقوبات التي سيفرضها مجلس الأمن الدولي .

وأفاد محدثنا انه بعد أيام من ‘الانقلاب الأبيض’ رضخت مجموعة غرب إفريقيا إلى التفاوض وجاء وفد إلى باماكو من اجل التفاوض وانطلقت في المفاوضات من أجل المرحلة الإنتقالية حيث اقترحت إن تكون المرحلة عام في حين اقترح المجلس العسكري أن تكون ثلاث سنوات وهي المدة المتبقية من الفترة الرئاسية للرئيس المعزول وبعد ذلك جاء وزير الخارجية الجزائري وتفاوض مع المجلس وتباحث معهم في أمور البلدين علما وان الجزائر قد دعمت الرئيس السابق إلى أخر لحظة وكانت تقول ان الطريق للتغير هو صندوق الاقتراع والدستور ، إضافة إلى زيارة وزير الخارجية الموريتاني الذي التقى قيادات بالمجلس العسكري واتفقا على بعض الاتفاقيات منها التعاون الأمني المشترك في المجل الأمني والعسكري .

وتابع، “هناك تساءل كبير منذ استلام المجلس الحكم لوحظ إن العمليات العسكرية للجيش المالي قد تكثفت وخاصة الطيران وقد صرح بعض أعضاء المجلس العسكري ان الرئيس السابق وإدارته كانت عملياتها الجوية راضخة لفرنسا وكانت الاخيرة هي من تسير الامور وتستطلع في مالي وتمنع بعض الطلعات الجوية للجيش المالي للاستفراد بالاجواء المالية خاصة في الشمال .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق