هل تفتح زيارة بوتين للسعودية أفاقا جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين؟
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده تولي المملكة العربية السعودية اهتماما كبيرا، مذكّرا بالعلاقات المنخفضة بين المملكة والإتحاد السوفياتي والتي تغيرت خلال السنوات الأخيرة جذريا حيث أصبحت موسكو تنظر إلى المملكة كدولة صديقة.
وذكر بوتين، أن المملكة العربية السعودية تعتبر من الدول الأساسية في المنطقة ، كما أنها تؤثر بحسب قدراتها ونطاق نشاطها في مجال الطاقة، معتبرا إياها لاعباً ليس إقليمياً فحسب، وإنما هي لاعب دولي أيضاً، نظرا لتأثيرها في سوق الطاقة العالمية وغيره من الأسواق المهمة، مشيرا إلى أن التعاون مع المملكة ومع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بالنسبة لروسيا مهم للغاية، متعهدا بمزيد تطوير هذه العلاقات.
وحول الإعتداء الإرهابي الذي تعرضت له مؤسسة أرامكو في السعودية ، علّق الرئيس الروسي،”نحن ندين أي عمل من هذا النوع، ولا يمكن أن يكون الأمر خلاف ذلك، هذا هو موقفنا الرسمي أعلنا عنه منذ البداية، وقد تحدثت شخصياً عن الأمر منذ فترة وجيزة خلال أسبوع الطاقة في موسكو، ولا يوجد أي شك في أن مثل هذه الأعمال لا تحقق أي نتائج لأي طرف، بما في ذلك أولئك الذين يعدُّون وينفذون مثل هذه الأعمال، وأنا شخصياً، على اتصال مع قيادة المملكة العربية السعودية، بمن فيهم ولي العهد، الذي ناقشت معه الحادث، وأخبرته بأنه من الضروري الحصول على أدلة وتحديد المذنبين، وأكدت أن هناك من يقف وراء هذا العمل، ونحن مستعدون لتقديم كل ما يطلب منا وكل ما لدينا من أجل التحقيق في هذا الحادث بدقة”.
وأوضح الرئيس الروسي أن هناك حاجة لخفض مخزونات النفط العالمية إلى “مستوى معقول، وأن روسيا ستعمل مع السعودية والشركاء الآخرين من أجل تحييد وتقليل محاولات زعزعة استقرار السوق إلى الصفر”.
وأما بخصوص الأوضاع في سوريا، فصّرح بوتين بأن موسكو دعمت الحكومة الشرعية، لافتا إلى وجود مشكلات داخلية في دمشق لن تتدخل فيها روسيا ،محملا الرئيس بشار الأسد مسؤولية بعض الأزمات.
وشدّد المتحدث على أن روسيا لن تسمح للمنظمات الإرهابية بالإستيلاء على أراضي سوريا مهما كان الثمن، مضيفا ” لم يكن بوسعنا السماح بأن يتدفق لاحقاً سيل من المقاتلين إلى بلدان الإتحاد السوفييتي السابق، التي لدينا معها حدود مفتوحة ونظام تنقل دون الحاجة لتأشيرة مرور”.
يشار إلى أن زيارة بوتين إلى الممكلة العربية تعدّ تتويجا لمجهودات سابقة ، مع وجود إمكانات أكبر للتعاون اللاحق.
ويتوقّع ملاحظون أن يعزّز اللّقاء بين بوتين والقيادة السعودية الشراكة المتعددة الأوجه بين البلدين في مجالات صناعة الطاقة والإستثمار والصناعة والزراعة والبنية التحتية والنقل والموارد الطبيعية والتكنولوجيات الحديثة، والتي وُضع أساسها خلال زيارة العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز إلى موسكو في أكتوبر 2017، مااعتبره البلدان حدثا تاريخيا مهّد الطريق لتعزيز تحالفهما.
وخلال زيارة بوتين من المتوقع أن تعلن موسكو والرياض، وفقًا للمدير العام لصندوق الإستثمارات المباشرة الروسي كيريل دميتريف، عن اتفاقات جديدة تبلغ قيمتها أكثر من ملياري دولار.
وتتّجه السعودية وروسيا إلى بناء علاقة استراتيجية في جميع المجالات، وهو ما ساعد في استقرار أسواق النفط العالمية بالإضافة إلى زيادة التبادل الإستثماري بين البلدين.
وتتربع السعودية وروسيا على رأس قائمة منتجي النفط عالميا، مما جعل البلدين الأكثر تأثيرا في أسواق النفط، وهذا التأثير ظهر بشكل لافت، بعد الدور الكبير الذي لعبته الرياض وموسكو في اتفاق أوبك لخفض الإنتاج.
يذكر أن مسار العلاقات ، أتاح لروسيا أن تقوم بدور الوساطة في مسعى لإعادة العلاقة بين الرياض ونظام بشار الأسد ، حيث قالت المملكة إنه لا مشكل لديها في بقاء الأخير في الحكم بعد إجراء انتخابات شفافة.