هل تستطيع إيران الصمود أمام العقوبات الأمريكية وصعوبات الأوضاع الداخلية؟
أصبحت الأزمة القائمة بين الولايات المتحدة وإيران في مقدمة الملفات الساخنة التي تلقي بظلالها على منطقة الشرق الأوسط ومصدر قلق للإتحاد الأوروبي،ويبدو أنها مرشحة لمزيد التعقيد في ظل اتخاذ إبران خطوة جديدة لتقليص التزاماتها المنصوص عليها في الإتفاق النووي الموقع عام 2015 ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية عباس موسوي، قوله إن” وزير الخارجية محمد جواد ظريف أعلن في رسالة إلى مسؤولة السياسة الخارجية بالإتحاد الأوروبي، فيدريكا موغيريني، أن إيران رفعت كل القيود عن أنشطتها للبحث والتطوير”.
وكانت العقوبات التي أقرتها الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا على مجمع الخليج الفارسي للصناعات البتروكيميائية قد زادت من حدة التوتر أزعجت كثيرا طهران التي سبق أن فرضت عليها عقوبات أمريكية ضيقت عليها بشكل كبير صادراتها النفطية الأمر الذي تسبب في تقليص الإنتاج من 2.5 مليون برميل يوميا إلى 400 ألف برميل، وهو ما يعني خنقا للإقتصاد الإيراني.
وتسعى الولايات المتحدة من خلال هذه العقوبات إلى تحقيق جملة من الأهداف، في مقدمتها: –
إخضاع إيران للشروط الأمريكية الجديدة المتعلقة بالإتفاق النووي الإيراني،خدمة للهدف الإسرائيلي بتحييد القدرة النووية الإيرانية،وقد سبق لإسرائيل أن هددت مرارا بقصف المفاعلات الإيرانية. – إيصال إيران إلى وضع العجز المالي كمقدمة لإجبارها على إنهاء نفوذها في كل من سوريا واليمن والعراق من ناحية، وخنق حزب الله ماديا وتسليحيا من ناخية أخرى وهذا هدف إسرائيلي بامتياز.
في خضم هذه الأوضاع، يحافظ الإتحاد الأوروبي على موقفه الرامي إلى التهدئة والحل الدبلوماسي، في حين تنشط الدبلوماسية الففرنسية واليابانية في هذا الإتجاه تجنبا لتصعيد قد يضر بمصالح الأطراف الدولية مجتمعة.
ويبدو أن إيران – حسب عديد الخبراء- تفترض أن خروجها من المواجهة منتصرة يحكمه وهم نظرية حافة الهاوية أو حافة الحرب التي هندسها جون فوستر دالاس والتي كثيرا ما لوحت بها الولايات المتحدة إزاء خصومها في عديد مناطق العالم.
لكن المراهنة على ذلك أثبتت أحداث كثيرة أنها أن سياسة حافة الهاوية قد تتطور بالفعل إلى حرب مدمرة مثلما حصل في أثناء غزو العراق عام 2003.
إلا أنه بالنسبة للوضع الراهن قد لا تغامر الإدارة الأمريكية حاليا بالإنزلاق في حرب بالمنطقة بالنظر إلى أن الإنتخابات الرئاسية على الأبواب، ثم إن الديمقراطيين الذين يملكون أغلبية في الكونغرس لا بد وأن يعتقدوا بأنهم مسؤولون سياسيا وأخلاقيا عن صفقة الإتفاق في عهد الرئيس أوباما وقد يعمدون إلى القيام بدور لتعطيل أي قرار للرئيس ترامب،ومع ذلك تظل كل الإحتمالات واردة.
وقد تكون إيران تراهن من جانبها على كسب المزيد من الوقت في انتظار نتائج الإنتخابات الأمريكية العام القادم التي قد توصل الديمقراطيين إلى البيت الأبيض،ولكن هل ستستطيع إيران الصمود حتى ذلك الوقت أمام العقوبات الأمريكية وصعوبات الأوضاع الداخلية؟