هل بات الغنوشي مرشدا لتنظيم”الإخوان” في ليبيا؟
طرابلس-ليبيا-11-11-2020
اعتبرت شخصيات ليبية مستقلة أن نسخة “إخوان تونس” بقيادة الغنوشي صارت هي المنهج المتبع الآن من قبل “إخوان ليبيا” لإقناع الطرف الآخر بعدم رغبتها في المناصب الرئيسية، إلا أنها في واقع الأمر هي من تدير تلك المناصب من خلف الستار، كحالهم مع الرئيس الأسبق منصف المرزوقي، بجانب سيطرتها على الإدارات الوسطى في المؤسسات الحيوية .
وكشفت “الإستقالات الجماعية” لأعضاء جماعة”الإخوان” بمدينتي الزاوية ومصراتة من التنظيم المتطرف، عن مدى تطابق رؤية فرع التنظيم في ليبيا مع رؤية نظيره التونسي، حركة “النهضة”.
وكان أعضاء تنظيم “الإخوان” بمدينة مصراتة قد أعلنوا في 21 أكتوبر الماضي “استقالتهم” من التنظيم، مؤكدين أن سبب ذلك هو تعطيل قيادات الجماعة عمل المراجعات التي اتفق عليها الأعضاء في مؤتمرهم العاشر المنعقد عام 2015.
وجاءت هذه “الإستقالة” بعد مرور شهرين على “استقالة” أعضاء “الإخوان” في مدينة الزاوية، مرجعين قرارهم لذات الأسباب التي ساقتها جماعة مصراتة.
ووفق خبراء فإن “إخوان” مصراتة أو الزاوية لم يكونوا ليقدموا على مثل هذه الخطوة إلا بعد تأكدهم من غياب الدعم الشعبي للتنظيم.
وتعد مدينتا الزاوية ومصراتة من أبرز معاقل التنظيم في ليبيا، الذي يسيطر على الميليشيات المسلحة التي تقودها أشرس القيادات الإرهابية على غرار أبو عبيدة الزاوي ومصطفى التريكي وغيرهما. .
وأوضح المحلل السياسي مسعود الفرجاني، في تصريح صحفي، أن زعيم حركة “النهضة” حاول جاهدا في لقائه التلفزيوني الأخير”تبييض إخوان ليبيا”.
ووصف الفرجاني الغنوشي بأنه “مهندس خريطة الإخوان في ليبيا، وهو على صلة وثيقة بكافة دوائر التنظيم في البلاد، وفي مقدمتها جماعة مصراتة، كما أنه كثيرا ما تقدّم بالنصح للقيادي الإخواني خالد المشري”.
وشدد على أن “استقالة إخوان مصراتة والزاوية من التنظيم المتشدد بحجة عدم اهتمام القيادات بتنفيذ المراجعات أمر عار عن الصحة، فالسبب الحقيقي يتمثل بإدراك الإخوان أن المعادلة الجديدة التي تصاغ دوليا لليبيا لن تتحملهم بشكلهم ووضعهم الحالي”.
وأضاف: “كان على إخوان ليبيا التلوّن مجددا بسرعة وارتداء ثوب جديد غير التشدد حتى يحظوا بقبول على المستوى الدولي، لذا أقدموا على الإستقالة، مدفوعين بهذه المعطيات، ومتبعين توصيات الغنوشي”،حسب تعبيره.
ويتفق أستاذ العلوم السياسية محمد الزناتي مع رأي الفرجاني بأن “استقالة” إخوان مصراتة والزاوية مبني على الأوضاع السياسية الراهنة التي تمر بها ليبيا فقط.
وأضاف أن”خطوة إخوان ليبيا الأخيرة تعكس تقلص نفوذهم”، مشيرا إلى أن”الغنوشي بات مرشدا للتنظيم في ليبيا”.
ولفت الزناتي إلى أن”الغنوشي نصح كثيرا المشري وأتباعه بالسير على نهج النهضة، إلا أن إخوان ليبيا فضّلوا العمل وفق نهج إخوان مصر المتسرعين المتعطشين للتفرد بالحكم والسلطة”.
وبدأت الإنتقادات تتصاعد حول الإتصالات واللقاءات السرية بين الغنوشي والمشري، وطلب الحزب الدستوري الحر في تونس في مايو الماضي، عقد جلسة مساءلة لرئيس البرلمان، على أثر تلك الإتصالات واللقاءات السرية.