ناقوس الخطر : رؤية خاصة لمجريات الأحداث في ليبيا
الدكتور والمحلل السياسي والمرشح للرئاسة الليبية طلال اوحيدة 09-05-2024
تصل اليوم ليبيا الى منزلق خطير جداً
لفهم هذا الأمر يحتاج منك أن تتجرد من الانتماء والعاطفة والتفكير بالعقل وليس بالعاطفة .
مما يؤثر على التفكير العربي وخصوصاً الليبي أن هذا الشعب بطبيعتة تؤثر عليه العواطف ويكون قرار القلب غالب على قرار العقل.
ليبيا بعد انتهاء حكم النظام السابق مرّت بطفرة جديدة لم تكن نشطة في ذلك الزمن الماضي بل كانت مقموعة وهذه الطفرة هي الإنتماء الجهوي والمناطقي وهو ما أرجع الدولة الليبية إلى ما قبل المملكة، وهي نظرة جهوية انعطفت بها من الدولة الموحدة الى نظام الإقليم .
بعد ذلك تسارع هذا المرض واستشرى واصبح مناطقي يدخل في تفاصيل الإقليم وخلق صراع أشد .
تناسى الليبيون الأهم في امنهم ومستقبلهم و التفتو الى أشياء قاصرة جداً .
لا نريد الاطالة في هذا التفصيل لكن سنذكر نواقيس الخطر وما يحاك اتجاه هذا الشعب وهو لا يدري .
في الأحداث الدوليه الراهنة وبعد حرب أكرانيا وغزة سيكون المسرح الثالث هو ليبيا لأنه افضل ملعب من حيث الاستراتيجيات والذي يمكن ان يكون حقل تجارب.
تطورات العالم الذي يتقدم في الصناعة والتكنولوجية وهذا الشعب يمكن ان يكون حقل تجارب ومسرح عمليات من حيث موقعه وقلة سكانه وكبر حجمه ووفرة موارده الطبيعية.
في نظر هذه بعض الدول هو تجهيز المكان وتمهيد الأرضية لهذا المسرح الذي سوف تضفي عليه حساباتها مع الدول الاخرى.
الأهداف الحقيقية
أولا- شبه القوة البشرية الحية لهذه الدوله لكي تبقى صورة شكلية في حالة عدم تقسيمها.
ثانياً- اجبار هذه الدولة للخضوع لصندوق النقد الدولي حتى يكون متحكم فيها.
نرجع الى شرح مبسط في النقطة الاولى وهو شبه الإبادة للقوة الحية وحدث هذا الامر منذ اندلاع فبراير وتوالي الحروب بين ابناء الشعب الواحد واستمرار الصراع بين النظام السابق والنظام الحالي سنة 2011 ومن ثم تطور الامر في الصراع الذي انتقل الى ايديولوجي وفكري وجهوي ومناطقي سواء بين المناطق او بين التيارات الفكرية وفصل كل منطقة على حده والدليل ما حدث في المنطقة الشرقية سنة 2014 وما حدث في الجنوب وما حدث في الغرب سواء في سرت التى حاولو إبادة قوة مصراتة فيها واليوم تعاني من ذلك وخصوصاً بعد اقتصار حرب البنيان المرصوص على مصراتة التي خلفت آلاف القتله والمبتورين والجرحه من الشباب… او ما حدث في صبراتة او ما حدث في طرابلس وترهونه او ما حدث في الزاوية والزنتان وغريان…
الأخطر اليوم هو دخول حرب من نوع جديد بالوكالة عن الامريكان والروس في ليبيا، وهذه الحرب لن يكون ضحيتها الا الليبيون انفسهم سوأ الاقتصاد الليبي الذي ينهار كل يوم، او الشباب الذي يُفقد كل يوم، وسوف تعم هذه الحرب ليبيا شرقاً وغرباً وجنوباً وتكون مراكزها ما حول قاعدة الوطية وقاعدة معيتيقة وقاعدة مصراتة الجوية وقاعدة الجفرة وقاعدة الخروبة وقاعدة براك الشاطي وقاعدة القرضابية وغيرهم…
ناقوس الخطر: الضحية ليبي والضريبة سوف يدفعها الوطن
ثانياً ناقوس الخطر، من استدراج ليبيا الى صندوق النقد الدولي يعتمد على مخطط التوريط للشعب الليبي، اما بالإنقسام السياسي الحاصل الان وادارة الازمة من الامم المتحدة ومجلس الامن وبعض الدول المتدخلة في الشأن الليبي، حيث ان اطالة امد الازمة والانقسام يسهل استنزاف موارد الدولة وبالاخص أن هذه الدوله ذات اقتصاد ريعي يعتمد على مورد واحد من الدخل.
كذلك الانقسام يجعل الضغط أكبر من الشارع اتجاه الدولة وهناك مثال على ذلك.
لم نشاهد اعتصام او اضراب عام او عصيان مدني في ليبيا على اجلاء القواعد الأجنبية او اخراج المرتزقة او مطلب توحيد مؤسسات الدولة… لكن نجد ما سلف ذكره موجود حول رفع المرتبات والتوظيف وما يتعلق بزيادة الانفاق على خزينة الدولة ويتنافس في ذات الوقت الأطراف السياسية على من يلبي هذه المطالب وهذا يعتبر الانحدار اتجاه البنك الدولي.
حيث ان ميزانية الدولة بعد رفع المرتبات المرتبطة بحجم الإيرادات المعتمد في الأساس على سعر المورد الوحيد (النفط) في السوق العالمية والذي هو مرتفع الآن…
فماذا لو تم هبوط سعر النفط بعد سنه ؟
كيف ستتم دفع المرتبات للموظفين في الدولة؟
وهل يظمن احد عدم خروج الشارع والمطالبة بدفع الاجور الذي سيجبر الدولة على الاقتراض من البنك الدولي؟
يجب ان يكون التفكير عقلاني ويطالب الشعب بتثبيت سعر الدينار الليبي مقابل الدولار وتخفيض حجم التضخم وتوحيد المؤسسات والاعتماد على انفسهم دون انتظار الحل من الخارج .
الحلول: رفع مستوى الوعي والعمل بمشروع وطني ينقذ البلد قبل انهيارها