الشرق الأوسط

موسكو تتهم واشنطن بـ”اللصوصية” بعد إعلان نيتها حماية النفط في سوريا

 اتهمت روسيا السبت الولايات المتحدة الأمريكية بممارسة “اللصوصية” على مستوى عالمي بعد إعلان نيتها حماية حقول النفط في شرق سوريا التي استعادها المقاتلون الأكراد من تنظيم داعش.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها،”ما تفعله واشنطن حاليا من وضع اليد والسيطرة على حقول النفط شرق سوريا، يدل بكل بساطة على عقلية اللصوصية على مستوى عالمي”.

وكان وزير الدفاع الأميركي مارك اسبر قد أعلن الجمعة الماضي،نية واشنطن الدفاع عن حقول النفط السورية في دير الزور، الأكبر في البلاد قرب الحدود مع العراق حيث ينتشر 200 جندي أميركي وقال إننا حلف شمال الأطلسي “نتخذ حاليا تدابير لتعزيز مواقعنا في دير الزور وسيشمل ذلك قوات مؤللة للتأكد من أن تنظيم داعش لن يتمكن من الوصول إلى مصدر يؤمن له إيرادات تسمح له بضرب المنطقة أو أوروبا أو الولايات المتحدة”.

وسبق لمسؤول كبير في الإدارة الأمركية أن صرح لصحيفة نيويورك تايمز، بأن خطة لوزارة الدفاع (البنتاغون) تقضي بإبقاء 200 جندي شرقي سوريا قرب الحدود مع العراق وذلك لسببين، أولهما مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية، والثاني منع وقوع مناطق النفط في أيدي النظام وروسيا.

من جهتها،كشفت وزارة الدفاع الروسية عن أن عائدات عمليات تهريب النفط السوري التي تقوم بها وكالات حكومية أمريكية تتجاوز 30 مليون دولار شهريا.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، الجنرال إيغور كوناشينكوف: “إن تكلفة برميل النفط السوري المهرب، تبلغ 38 دولارا، وبذلك تتجاوز العائدات الشهرية من هذا العمل الخاص الذي يقوم به موظفون أمريكيون، 30 مليون دولار شهريا”.

ووصف كوناشينكوف سيطرة واشنطن على حقول النفط في شرق سوريا بـ”قطاع طرق” ولكن على مستوى دولي.وأضاف المتحدث قائلا “مثل هذه التدفقات المالية التي لا تخضع إلى أي تحكم أو ضرائب في الولايات المتحدة، ستجعل البنتاغون والمؤسسات الأمنية الأميركية مستعدة للدفاع بشكل دائما عن آبار النفط في سوريا من أسطورة خلايا تنظيم داعش الإرهابي النائمة”.

كما أشار المتحدث إلى أن “عائدات تهريب النفط السوري ترسل مباشرة عبر سماسرة إلى حسابات مؤسسات أمنية أميركية خاصة، وإلى حسابات وكالات الأمن الأمريكية”.

ويرى خبراء أن الإستراتيجية الجديدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في سوريا التي تقضي بحماية الحقول النفطية في شرق البلاد بعيدة عن الواقع ومشكوك في شرعيتها.

وهذه الإستراتيجية الجديدة تشكل، برأي نيك هيراس، تحولا كاملا للولايات المتحدة التي كانت تبرر وجودها على الأرض السورية رغما عن رئيس النظام السوري بشار الأسد، بمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.

وقال هذا الخبير في النزاع السوري في مركز الأمن الأمريكي الجديد (سنتر فور إيه نيو أمريكيان سيكيوريتي) إن إدارة ترامب تحاول “جعل أفضل الموارد النفطية للبلاد رهينة واستخدامها عملة للمقايضة (…) من أجل إجبار نظام الأسد وحماته الروس على قبول مطالب الولايات المتحدة” خلال تسوية سياسية للنزاع السوري.

وتابع نيك هيراس أن “مهمة الولايات المتحدة تحولت من القتال النبيل في مواجهة أكثر منظمة إرهابية مكروهة في العالم إلى مناورة وهمية لإجبار الأسد على تغيير سلوكه عبر مصادرة النفط السوري”.

وكان الموفد الأمريكي الخاص السابق إلى سوريا، بريت ماكغولاك الذي استقال في ديسمبر الماضي، قد صرح في مؤتمر صحفي: “سيكون ذلك أمرا غير قانوني”، مذكرا “النفط السوري ملك لشركة حكومية سورية شئنا أم أبينا “.

واضاف أن الولايات المتحدة اقترحت من قبل فكرة استغلال النفط السوري بالإتفاق مع موسكو وإيداع الأرباح في صندوق للتنمية يوضع بتصرف الدولة بعد انتهاء النزاع، وأوضح أن “الروس لم تعجبهم الفكرة وأعتقد أنها لن تعجبهم اليوم أيضا”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق