من طريق الحرير إلى الحزام والطريق: الصين وعمق الإسهام الحضاري
بيكين –الصين14نوفمبر2019
مشروع “الحزام والطريق” هو مبادرة صينية قامت على أنقاض طريق الحرير القديم، ويهدف إلى ربط الصين بالعالم عبر استثمار مليارات الدولارات في البنى التحتية على طول طريق الحرير الذي يربطها بالقارة الأوروبية، ليكون أكبر مشروع بنية تحتية في تاريخ البشرية، ويشمل بناء مرافئ وطرقات وسككا حديدية ومناطق صناعية
. يعود تاريخ طريق الحرير القديم إلى القرن الثاني قبل الميلاد، ويشير الإسم إلى شبكة الطرق البرية والبحرية التي ربطت بين الصين وأوروبا مرورا بالشرق الأوسط، بطول يتعدى عشرة آلاف كيلومتر،وكان له دور كبير في ازدهار الحضارات القديمة حيث كانت تجري عبره التبادلات التجارية.
ومع تزايد التجارة الدولية والنمو الإقتصادي وفي ظل فائض الإنتاج الصيني جاءت الحاجة إلى تصدير المنتجات إلى الخارج كحل نموذجي للصين. وعلى سبيل المثال، تنتج الصين نحو 1,1 مليار طن من الفولاذ سنويا وهي كمية تعادل تلك التي تنتجها كل دول العالم الأخرى، ولكنها لا تستهلك داخليا إلا 800 مليون طن.
ويقدر اتحاد غرف التجارة الأوروبية أن المبادرة ستستوعب 30 مليون طن من هذا الإنتاج الفائض فقط.. ومع زيادة الطلب على احتياجات النقل والمناولة والتخزين جاءت المبادرة لإحياء طريق الحرير مركزا على أساس تبادل المنفعة المشتركة والتعاون بين الشعوب على قاعدة:رابح-رابح.
ومن هذا المنطلق أعلنت الصين عن مبادرة طريق الحرير الجديد التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2013، وهو مشروع كبير جدا من شأنه أن يقلل من تكلفة النقل والإمداد ووقت الشحن العابر، وكان التركيز الأول على الإستثمار في البنية التحتية والسكك الحديدية والطرق السريعة
وسوف ينتفع من طريق الحرير الجديد 66 بلدا في قارات آسيا وأوروبا وإفريقيا حيث يعيش فيها أكثر من 4 مليارات نسمة.