مشروع “مصعد كوتيل” الإسرائيلي يهدد هوية القدس ويستهدف تطويق المسجد الأقصى
قسم الأخبار الدولية 23/09/2024
تتجه الأنظار نحو القدس، حيث أعلنت إسرائيل عن مشروع جديد يعرف باسم “مصعد كوتيل”، والذي يهدف إلى تسهيل الوصول إلى ساحة حائط البراق (الكوتيل). أثار هذا المشروع قلقاً واسعاً في الأوساط الفلسطينية والعربية، وسط اتهامات بأن المشروع يمثل خطوة جديدة في مساعي تهويد المدينة المقدسة، ومحاولة لتغيير الطابع التاريخي والمعماري لمنطقة المسجد الأقصى والبلدة القديمة.
تفاصيل المشروع والهدف منه
يهدف مشروع “مصعد كوتيل” إلى ربط الأحياء اليهودية في القدس الغربية بساحة حائط البراق عبر مصعد كهربائي حديث يسهل التنقل بين أجزاء المدينة. يعتبر حائط البراق من أكثر الأماكن حساسية من الناحية الدينية والسياسية، حيث يُعد موقعاً مقدساً لدى المسلمين، بينما تسميه إسرائيل “حائط المبكى” وتعتبره من أقدس المواقع اليهودية.
تقول الحكومة الإسرائيلية إن المشروع يهدف إلى تحسين البنية التحتية وتسهيل وصول المصلين والسياح إلى ساحة الحائط. إلا أن المنتقدين يرون أن هذا المشروع يأتي في إطار سلسلة من الخطوات الرامية إلى تعزيز السيطرة الإسرائيلية على القدس الشرقية، وتغيير الطابع العمراني للمدينة بما يتناسب مع الرواية اليهودية للتاريخ.
المخاوف من تهويد القدس وتغيير معالمها
يعتبر الفلسطينيون هذا المشروع تهديداً مباشراً لطابع القدس العربي والإسلامي، إذ يأتي ضمن سلسلة من المشاريع التي تسعى إسرائيل من خلالها إلى فرض سيطرتها الكاملة على القدس الشرقية، التي احتلتها عام 1967، وتعتبرها عاصمة لدولتها، رغم أن المجتمع الدولي لا يعترف بهذه الخطوة.
المسجد الأقصى والمنطقة المحيطة به كانت دائماً محوراً للنزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حيث تعتبره السلطة الفلسطينية والمجتمع الإسلامي جزءاً من التراث الإسلامي والعربي الذي يجب حمايته من محاولات التهويد. ويرى الفلسطينيون أن بناء هذا المصعد هو جزء من مخطط أكبر يسعى لتطويق المسجد الأقصى وتغيير طابعه العمراني والديني.
الآثار القانونية والسياسية
من الناحية القانونية، تُعتبر القدس الشرقية أراضٍ محتلة بموجب القانون الدولي، والعديد من المشاريع الإسرائيلية في المدينة تواجه انتقادات من المجتمع الدولي باعتبارها انتهاكاً للقرارات الأممية. الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان عبّرت مراراً عن قلقها إزاء المحاولات الإسرائيلية لتغيير الوضع القانوني والتاريخي للمدينة.
إضافة إلى ذلك، تأتي هذه المشاريع في ظل توتر مستمر في القدس، حيث يُعتبر أي تغيير في المدينة، وخاصة في المناطق المحيطة بالمسجد الأقصى، تهديداً مباشراً للوضع الراهن الذي يضمن الحفاظ على الحريات الدينية والوصول إلى الأماكن المقدسة لكل الأديان.
الردود الفلسطينية والدولية
قوبل مشروع “مصعد كوتيل” برفض واسع من قبل الفلسطينيين والقيادات الدينية في القدس. السلطة الفلسطينية حذرت من أن مثل هذه المشاريع تقوّض جهود السلام وتزيد من التوترات في المنطقة. كما أصدرت الهيئات الإسلامية في القدس بيانات تندد بالمشروع، واعتبرته “اعتداءً على التاريخ والهوية الإسلامية والعربية للمدينة”.
من جانبها، أعربت العديد من الدول العربية والإسلامية عن قلقها من تصاعد المحاولات الإسرائيلية لتغيير هوية القدس. بعض الدول دعت المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف هذه المشاريع التي تشكل تهديداً للسلم والاستقرار في المنطقة.
مشروع “مصعد كوتيل” يمثل خطوة جديدة في إطار التحركات الإسرائيلية الهادفة لتهويد القدس وتغيير معالمها التاريخية والدينية. ورغم تبرير إسرائيل بأن المشروع يهدف لتحسين البنية التحتية وتسهيل الحركة، يرى الفلسطينيون أن هذه الخطوة تأتي ضمن مخطط أوسع لفرض السيطرة على المدينة وطمس هويتها العربية والإسلامية، مما يزيد من تعقيد الصراع حول القدس.