مساعي داعشية للتمدّد في الصحراء الكبرى.. والداعم تركيا
القاهرة – مصر – 06-01-2020
نشرت أمس الأحد(البوابة نيوز) المصرية مقالا بقلم الكاتب أحمد عادل،جاء فيه: يستميت تنظيم داعش الإرهابي، في محاولة إقامة دولته المزعومة، على أرض الصحراء الكبرى في إفريقيا، وهو المكان البديل لسوريا والعراق، خاصة بعد الضربات التي تلقاها التنظيم في الآونة الأخيرة، وأبرزها مقتل زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي” في أكتوبر 2019.
وتتعاون تركيا مع داعش، بإرسال ما يقرب من 500 مسلح من عناصر التنظيم من سوريا والعراق، إلى الأراضى الليبية، ومن ثم توزيعهم بسحب احتياجات التنظيم فيما بعد.
وكشف موقع جريدة(الصباح) المغربية، عن تقارير سرية تكشف ذلك المخطط، لإحياء دولة الخلافة المزعومة من قبل عناصر التنظيم الإرهابي؛ حيث تقوم تركيا بإرسال المتطرفين من سوريا والعراق والهاربين من السجون، إلى منطقة الصحراء الكبرى، بهدف التمدد إلى المناطق الجنوبية للمغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر وشمال موريتانيا والسودان ومالي.
ويحاول داعش دمج الفصائل القادمة من سوريا والعراق، وأغلب أفرادها من مسلحى الإيغور وتركمانستان مع جماعة بوكو حرام التابعة لداعش، ومجموعة من المسلحين في دولة مالي، ومجموعات مرتزقة من السودان.
ويحاول تنظيم داعش ضم تلك الفصائل مع الفصائل الموالية له في إفريقيا، ووضعها تحت لواء أبوالوليد الصحراوي، الذي يعتقد أنه على دراية كاملة بالمنطقة الرخوة ما بين منطقة المغرب والساحل، كما أن له العديد من العلاقات مع الدول التي تساعده فى إرسال الأموال والعناصر إلى منطقة الصحراء الكبرى.
وبداية ظهور داعش في تلك المنطقة، ترجع إلى عام 2015 بعد اندماج عدة جماعات إرهابية سابقة، وقائدها يُعرَف باسم عدنان أبووليد الصحراوي، الذي وُلد في عام 1973 في مدينة العيون، وهو إرهابى جزائري، يسمى لحبيب عبدى سيدي، بايعت مجموعته الإرهابية المعروفة بـ”المرابطون” زعيم تنظيم داعش أبوبكر البغدادى في عام 2015.
ومع بداية ظهور أبو الوليد الصحراوي للمرة الأولى في عام 2011، أعلن وقتها، تأسيس ما يعرف بجماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، والتي تبنت خطف 3 مواطنين أوروبيين في منطقة الساحل، لكنه لم يعُلن وقتها تبعيته لأي جهة أو تنظيم، وقبل ذلك، كان واحدا من الناشطين في حركة البوليساريو الانفصالية، وكان مسئولًا فى منظمة اتحاد شبيبة الساقية الحمراء، ووادي الذهب المقرب من جبهة البوليساريو الانفصالية.
وفى ١٥ مايو ٢٠١٥، نشر تنظيم داعش الإرهابي، تسجيلًا صوتيًا لأبى الوليد الصحراوي، قال فيه: «تعلن جماعة «المرابطون” بيعتها للبغدادي”.
وفى أغسطس ٢٠١٨، وضع مجلس الأمن الدولي، والولايات المتحدة الأمريكية -بشكل منفصل- أبوالوليد على قائمة الشخصيات الإرهابية الأكثر خطورةً، مؤكدةً أن «الصحراوي» مرتبط بتنظيم داعش.
وفى يونيو 2019، كشفت تقارير استخباراتية عن إعلان «البغدادي» تعيين «أبوليد الصحراوي» ليكون مسئولًا عن فرع التنظيم فى أفريقيا، وتحديدًا فى كل من بوركينا فاسو وجنوب أفريقيا والكونغو وموزمبيق، بجانب قيادته العمليات المسلحة فى النيجر ومالي.
بين الصراع والتمدد تمكن داعش من إحداث اختراقات داخل العديد من المجموعات الإرهابية الموالية لتنظيم «القاعدة»، وعلى رأسها جند الخلافة بالجزائر وعناصر من الجماعة الليبية المقاتلة وجماعة «المرابطون» بزعامة أبوالوليد الصحراوي، بالإضافة إلى بعض عناصر جماعة بوكو حرام فى نيجيريا وعناصر جماعة عقبة بن نافع فى تونس، كما استطاع «داعش» التمدد فى دول أفريقية جديدة بداية من عام ٢٠١٨ وحتى الآن، وعلى رأسها الكونغو وبوركينا فاسو ووسط أفريقيا.
وفى الفترة الأخيرة، أصبح داعش لا يتوقف عن استخدام آلته الإعلامية، لبث أفلام دعائية تساعد فى زيادة انتشاره فى وسط الصحراء الكبرى وحول بحيرة تشاد وفى شمال نيجيريا وبوركينا فاسو وبنين، كما تمثل الصحراء الكبرى مجالًا واسعًا لإرهاب داعش بسبب تضاريسها واتساع رقعتها البالغة ٩ ملايين كيلومتر مربع، وحدودها الواسعة التى يطل عليها عدد من بلدان شمال وغرب القارة الأفريقية.