آسياأخبار العالم

مساعي أمريكية لاستعداء بلدان آسيا الوسطى على روسيا

آسيا الوسطى-10 مارس 2022


ذكرت تقارير إعلامية أن الولايات المتحدة عقدت نهاية فبراير الماضي، اجتماعا عاجلا عبر الإنترنت، شارك فيه وزراء خارجية كازاخستان، وقرغيزستان، وطاجيكستان، وتركمانستان، وأوزبكستان، ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.
وبحسب وزارات خارجية تلك الدول، جرت مناقشة القضايا الملحة على الصعيدين الدولي والإقليمي، بما في ذلك الوضع في أوكرانيا وتأثيره على منطقة آسيا الوسطى.
وتُظهر مبادرة الولايات المتحدة بعقدها لهذا الاجتماع، ومشاركة وزير خارجيتها، الأهمية التي لا يمكن إنكارها لآسيا الوسطى، فالأمر لا يتعلق بسياسات هذه الدول الإقليمية فحسب، بل بالإجراءات التي تتخذها تجاه روسيا وحلفائها، وبشكل أساسي نحو منظمة معاهدة الأمن الجماعي والاتحاد الاقتصادي الأوراسي.
ومن الملاحظ أن اهتمام البيت الأبيض بآسيا الوسطى قد ازداد في الآونة الأخيرة بشأن موقف المنطقة حول القضية الأوكرانية وجعل دول آسيا الوسطى تدعم سياسة واشنطن دون قيد أو شرط.
وقد جاء الإجتماع المذكور عبر الإنترنت، عشية النظر في القرار الأمريكي المناهض لروسيا بشأن أوكرانيا في الأمم المتحدة، حيث اتخذ بلنكين، بذرائع مختلفة، خطوات لكسب دعم وزراء خارجية الدول الخمس للقرار.
ومن أجل توضيح موقف دول آسيا الوسطى من العملية الخاصة لروسيا في أوكرانيا، كانت الولايات المتحدة تبحث في خيارات إعادة برامج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية باستثماراتها ومنحها لدول المنطقة لإقناع هذه الدول، بالإضافة إلى إعادة فتح مراكز العبور الجوية الأمريكية وحتى القواعد الجوية العسكرية الكاملة في آسيا الوسطى،ما يؤكد أن تعزيز التعاون لم يكن الغرض الرئيسي لعقد بلنكين الإجتماع.
ومع ذلك، أظهرت دول آسيا الوسطى أنها لم تعد “مواطنة بالفطرة يمكن شراؤها بسهولة”، خاصة أن أهداف واشنطن في المنطقة أصبحت واضحة للجميع، كما اتضح من تدخل الولايات المتحدة في أحداث يناير الماضي في كازاخستان، ومحاولاتها زعزعة استقرار قرغيزستان في السنوات الأخيرة.

لذا، فمن غير المستغرب امتناع هذه الدول عن التصويت في 3 مارس الجاري في الأمم المتحدة على القرار الذي اقترحته الولايات المتحدة بشأن أوكرانيا.
وعلى العكس من ذلك، أصدر رئيس قيرغيزستان بياناً يدعم من خلاله العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا وإجراءات روسيا الحاسمة لحماية المدنيين في دونباس، وأشار أيضاً إلى مسؤولية كييف عن فشل اتفاقيات مينسك. وعرضت كازاخستان خدمات لحفظ السلام ومنصة للمحادثات بين موسكو وكييف، إذا اتفقتا.
ومن المؤكد أن ردّ الفعل هذا من جانب دول آسيا الوسطى على محاولات واشنطن “حشدها ضد روسيا” قد أصاب الأنغلوساكسون بخيبة أمل كبيرة، وقد تجلّى ذلك في الاقتراح الذي قدمته في الأول من مارس النائبة البريطانية، مارغريت هودج، المتعلق بالنظر في فرض عقوبات على كازاخستان لدعمها بوتين.
على هذه الخلفية، تمّ استدعاء السفيرة البريطانية كاثي ليتش إلى وزارة خارجية كازاخستان في 2 مارس لطلب توضيح من بريطانيا بعد تصريحات النائبة هودج لـ”معاقبة كازاخستان”.

يشار إلى أن الولايات المتحدة كثّفت مؤخراً من جهودها لمحاربة التأثير الروسي في آسيا الوسطى، وخاصة من خلال استخدام المنظمات غير الحكومية وما يسمّى بوسائل الإعلام المستقلة. ففي كازاخستان وحدها، على سبيل المثال، ازداد على مدار الخمسة عشر عاما الماضية، العدد الإجمالي للمنظمات غير الحكومية بصورة ملحوظة من ألفي منظمة في عام 2009 إلى 22 ألفاً الآن!.
ووفقا لتقرير صدر مؤخرا عن منتدى المجتمع المدني في أستانا، أشار وزير التنمية الاجتماعية دارخان كاليتيف، إلى أن 200 منظمة غير حكومية كازاخستانية تقريباً، تتلقى تمويلاً أجنبياً، يأتي 70 بالمائة منه من الولايات المتحدة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن معظم المشاريع الإعلامية التي تدعمها الولايات المتحدة في كازاخستان تهدف بشكل رئيسي للفصل العقلي والنفسي بين سكان الجمهورية وروسيا، وتقويض موقف روسيا في آسيا الوسطى. وتصبّ تركيزها على الشباب على أمل توليهم السلطة في البلاد بعد تنشئتهم على “القيم” الغربية وإبعادهم عن التعاون مع روسيا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق