مسؤولون أمميون يدقون ناقوس الخطر إزاء الوضع المأساوي بسوريا
نيويورك-الأمم المتحدة-30 مارس 2021
شدد كل من وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية مارك لوكوك، والمديرة التنفيذية لليونيسف، هنرييتا فور، على أن الوقت الحاضر ليس الوقت المناسب لتقليص المساعدات الإنسانية لسوريا.
وأوضحا أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي أن المجتمع الإنساني بحاجة إلى المزيد من الأموال، وليس تقليلها، إذا ما أرد العالم تجنب المزيد من التدهور الذي قد تكون عواقبه مأساوية وواسعة الإنتشار.
وفي جلسة مجلس الأمن التي انعقدت أمس الإثنين، حول الوضع الإنساني في سوريا، والتي تأتي بالتزامن مع مؤتمر بروكسل الخامس حول سوريا، قال لوكوك إن “قدرتنا على تقديم المساعدة وتفادي وضع أسوأ لملايين المدنيين ستعتمد على الإرادة السياسية والسخاء المالي للمجتمع الدولي، بما في ذلك البلدان الممثلة في هذا المجلس”.
وأشار وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية إلى أن 30 بلدة على الأقل شمال سوريا تعرضت منذ أكثر من أسبوع لهجمات بقذائف مدفعية وغارات جوية، وأصابت القذائف مستشفى الأتارب الجراحي مما أدى إلى إخلائه وإغلاقه.
وكان من بين القتلى صبيان من أبناء عم يبلغان من العمر 10 و12 عاما. ومن بين الجرحى خمسة من العاملين في المجال الطبي، ولا يزال اثنان منهم في حالة حرجة.
وذكر لوكوك أنه “يبدو غريبا أن تضطر المستشفيات المحمية بموجب القانون الدولي الإنساني لأن تعمل تحت الأرض، لكن هذا هو الواقع في سوريا”، بحسب لوكوك الذي أكد أن “موقع المستشفى كان معروفا جيدا للأطراف المتحاربة”..وقال “من الواضح أن هذا كان هجوما متعمدا”.
وكان وكيل الأمين العام قد أشار من قبل إلى قلق بشأن تزايد انعدام الأمن في مخيم الهول، حيث قُتل أحد العاملين في منظمة أطباء بلا حدود بينما كان خارج وقت خدمته في خيمة المنظمة بالمخيم في 24 فبراير الماضي.
وقال لوكوك أمام أعضاء المجلس، إن انعدام الأمن في مخيم الهول وصل الآن إلى “مستويات لا يمكن التسامح بشأنها”، مما يهدد قدرة الوكالات الإنسانية على العمل. ولفت مسؤول الإغاثة الطارئة بالأمم المتحدة الانتباه إلى أن 41 شخصا من سكان مخيم الهول قتلوا منذ بداية العام.
وأكد أن “سلطات الأمر الواقع في الشمال الشرقي مسؤولة عن توفير الأمن في المخيم”.
يذكر أن حوالي 40 ألف طفل أجنبي وسوري يقطنون مخيم الهول، أكثر من 30 ألفا منهم تقل أعمارهم عن 12 عاما، وقال المسؤول الأممي: “من غير المقبول إطلاقا أن يظلوا في هذه البيئة غير الآمنة، ويجب على دول المنشأ إعادة مواطنيها إلى أوطانهم”.
و”يقترب سوء التغذية الحاد في بعض مناطق الشمال الغربي من عتبة الطوارئ، إذ تبلغ نسبته 15 في المائة بين الأطفال النازحين والموجودين في المناطق والمخيمات التي يصعب الوصول إليها. وبينما يقف العالم متفرجا، يعاني نصف مليون طفل في جميع أنحاء سوريا من التقزم، وتُسلب منهم فرص تحقيق الإمكانيات الكامنة فيهم، منذ نعومة أظفارهم”، وفقا لهنرييتا فور.
ويعيش 11 ألف شخص في ظل ظروف متدهورة في مخيم الركبان في الجنوب الشرقي – نصفهم من الأطفال. وتشمل هذه الظروف نقص الغذاء والدواء، والمخاوف المتزايدة من انتشار كوفيد-19.