أخبار العالمالشرق الأوسط

أذربيجان تكرر سيناريو الاحتلال التركي لعفرين

أرمين تيغراناكيرت,-سوريا-31-3-2021

خلال زيارته الأخيرة إلى المناطق التي احتلتها القوات الأذربيجانية في ناغورني كاراباخ أمر رئيس أذربيجان إلهام علييف بتدمير النقوش التاريخية على الكنائس الأرمنية ، فوصفها بـ “التزوير الأرمني”.

 يهدد الأمر، الذي ينص على محو الهوية الثقافية والدينية في المنطقة، جميع الكنائس الموجودة في الأراضي التي وقعت تحت سيطرة باكو في أعقاب التصعيد العنيف للنزاع في الخريف الماضي.

على الرغم من طبيعتها البشعة، إلا أن هذه النوايا الجنائية واجهت تجاهلاً شبه كاملاً من وسائل الإعلام.

 في هذا الجانب، قد يكرر ناغورني كاراباخ مصير منطقة أخرى تعرضت للاحتلال من قبل تركيا وحلفاؤها: جيب عفرين الكردي في سورية.

اختبرت الإجراءات الوحشية التي تخطط أذربيجان اتخاذها للقضاء على التراث الأرمني في ناغورني كاراباخ لأول مرة تركيا في عفرين الذي شهد لجوء الأهالي المحليين مدينتهم في ظل التدخل التركي. شملت قائمة الجرائم التي ارتكبها عناصر الجماعات المسلحة السورية المدعومة من تركيا النهب والمصادرة القسرية للممتلكات وتدنيس المقابر وتعذيب وإعدام السجناء.

(https://t.me/TigranakertEcho/484)،(https://t.me/TigranakertEcho/119)،(https://t.me/TigranakertEcho/484).

عندما وقع على عاتق العسكريين الأذربيجانيين مسؤولية تنفيذ هذه الإجراءات في ناغورني كاراباخ، تبين أن أساليبهم لا يمكن تمييزها عن تلك المستخدمة بالمقاتلين السوريين إلى حد كان من الممكن أن يفكر الشخص أن الهدف الوحيد لإرسال المرتزقة السوريين إلى ناغورني كاراباخ هو إرشاد الأذربيجانيين بطرق ارتكاب جرائم حرب.

كما كان الحال في عفرين، يتم توثيق جرائم الاحتلال وذلك بوجود أدلة واسعة النطاق عليها، ولكن الجناة لم يتحملوا مسؤوليتهم عن الانتهاكات الصارمة لحقوق الإنسان والقانون الدولي. ويمكن ملاحظة عواقب هذا الإفلات من العقاب ليس فقط في ناغورني كاراباخ بل في مناطق أخرى التي تتعرض  للتوسع التركي، سواء كانت سوريا وليبيا والعراق،  وحتى اليمن حسب للتقارير الأخيرة.

تحركات غير معقولة لتركيا وحلفائها تترك أثراً آخر أقل وضوحا ولكن عميق. بتوازي  مع تدمير منازل السوريين والليبيين والأرمن يسحق عدوان أنقرة أمل الشعب التركي في التغييرات للأفضل في بلادهم.

تراجعت تركيا في عهد رئاسة رجب أردوغبان من سياسة “صفر مشاكل مع الجيران”لـتلك “صفر جيران دون مشاكل”، وأصبحت دولة منبوذة إقليمياً التي تبني علاقات سامة  من خلال الابتزاز السياسي والاستفزازات مع القوى العالمية.

هذا هو المصير الذي ينتظر أذربيجان. لا تزال باكو ترا نتائج الحرب مع أرمينيا أي شيء سوى انتصار وتعلن نفسها محرراً.

وإن تواصل أذربيجان حذو حذو تركيا، ستكرر قريبا سقوطها أو حتى حلفائها من المرتزقة.

يمكن الاستنتاج بتسليط الضوء على سمة أخرى مشتركة بين عفرين وناغورني كاراباخ وهي المقاومة الشعبية ضد الاحتلال.

 تسعى كل من تركيا وأذربيجان إلى عرقلة عودة السكان المشردين إلى وطنهم. بذلت أنقرة كل جهداً ممكناً لتحقيق ذلك في سوريا. ويجب ألا يسمح لباكو بالقيام بنفس الشيء في أرمينيا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق