أخبار العالمالشرق الأوسط

مؤشرات نحو قرار بإنهاء الحرب في اليمن

بيروت-لبنان-17-01-2023


تتزاحم الإشارات التي تشير إلى أن القيادة السعودية تعيد رسم سياساتها في العالم والمنطقة بطريقة مختلفة عن الماضي، خصوصاً لجهة الجرأة في الخروج من تحت العباءة الأمريكية في الكثير من الملفات، وقد كان أبرزها من جهة الموقف من العلاقة مع روسيا، سواء في ملف العقوبات الغربية بعد حرب أوكرانيا، أو في ملف أوبك بلاس حيث تلتزم السعودية بشراكتها مع روسيا في رسم سياسات السوق بصورة تسببت بالتأزم في العلاقات الأمريكية السعودية وصولاً إلى قول الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن ومستشاره للأمن القومي جايك سوليفان، إن واشنطن تعيد تقييم علاقتها بالرياض. ومن جهة موازية العلاقة بالصين، التي ترجمتها السعودية بالقمم الثلاث التي استضافتها على شرف الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال زيارته للرياض قبل أقل من شهرين، وإعلان الشراكة الاستراتيجية مع الصين وقبول بيع النفط السعودي للصين باليوان الصيني، واستثمار أربعمئة وخمسين مليار دولار في مشاريع للصناعة البتروكيماوية في الصين، وكلها خطوات تصيب في الصميم ما يسمّيه الأمريكيون بخطوط حمراء.

  • التحسن في العلاقات السعودية الإيرانية الذي تحدث عنه وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان خلال زيارته لبيروت، لحقته أنباء إيجابية عن التقدم في العلاقات السعودية السورية، ومع بقاء السعودية خارج سرب التطبيع. تبقى القضية الأهم التي تسبّب الأذى لمكانة وصورة السعودية الجديدة كما يفترض أن ترسمها الخطوات الكبيرة التي تبعد الرياض في تموضعها عن واشنطن، هي الحرب على اليمن… وتدرك القيادة السعودية أن لا أفق لتحقيق أي تقدم عسكري في هذه الحرب، وأن الأمريكي يستعملها لجعل السعودية أكثر حاجة للسلاح والذخائر، والخضوع بالتالي للطلبات والإملاءات الأمريكية… كما تعلم القيادة السعودية أن الحرب عائق أمام تفرّغ السعودية لتنمية اقتصادها وحفظ استقرارها، وسلاسة تدفق موارد الطاقة، وكلها مهدّدة بفعل الحرب، بحيث يختصر المشهد بمعادلة أن الحرب وراء كل المخاطر والأذى، وأن وقفها مصدر كل المكاسب…
    ووفقاً للمعلومات الواردة من مسقط يبدو أن شوطاً مهماً على هذه الطريق قد تم قطعه، وأن القيادة السعودية باتت قاب قوسين من اتخاذ القرار التاريخي الذي ينهي الحرب، وكل حريص على قوة المنطقة ومنعتها، وسلام شعوبها وسلامة مقدراتها، لا يستطيع إلا أن يتفاءل بأن تكون هذه الأنباء صحيحة، لأنه إذا انفجر الوضع مجدداً فقد نكون أمام حرب تأكل الأخضر واليابس، وتتفجر فيها الأوضاع، ولا تنجو منها خطوط الملاحة والتجارة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وكل الحروب سيئة والكل فيها خاسر، لأن لا نهاية للحرب إلا بإعلان وقفها، وما يمكن فعله غداً يفضل فعله اليوم، بخسائر أقل ومكاسب أكبر.
  • ناصر قنديل- كاتب وإعلامي لبناني

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق