في ذكرى العدوان الثلاثي..للإنتصارات رجالها
القاهرة-مصر-29-10-2020
في مثل هذا اليوم 29 أكتوبر من عام 1956 وقع العداون الثلاثي على مصر بعد القرار التاريخي الذي اتخذه جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس.
وكانت كل من بريطانيا وفرنسا قد اتفقتا مع كيان الإحتلال الإسرائيلي على أن يقوم بمهاجمة سيناء وحين يتصدى لها الجيش المصري تقوم بريطانيا وفرنسا بالتدخل وإنزال قواتهما في منطقة قناة السويس ومحاصرة الجيش المصري.
لم تكن حرب السويس مولودة بلحظتها، لكن انتشرت أصولها إلى النزاع المستمر، بين القوات الأجنبية ومصر، وازدادت شدته مع حدوث ثورة يوليو وتحرر مصر من سيطرة الإحتلال لتبني سياستها الخارجية المستقلة.
ومع بدء العدوان اعتلى جمال عبد الناصر منبر الأزهر مخاطبا شعبه في إرادة وتصميم:سنقاتل.. سنقاتل.. ولن نستسلم.وهبت الجماهير الشعبية في كل المدن والقرى مدافعة عن كرامة مصر،ووزع عبد الناصر أكثر من مليوني قطعة سلاح على أبناء الشعب الذين خاضوا في السويس والإسماعيلية وبور سعيد ملاحم بطولية جنبا إلى جنب مع القوات المسلحة.
كان واضحا أن ما حدث هو مؤامرة بين الدول الثلاث فأصدر الإتحاد السوفيتي إنذارا بضرب لندن وباريس بالصواريخ الذرية فأمرت أمريكا بريطانيا وفرنسا بالإنسحاب الفوري من الأراضى المصرية وانتهت الحرب بفضيحة كبرى وخرج عبد الناصر منتصرا نصرا سياسيا كبيرا تردد صداه بالإعتزاز في كل أرجاء الوطن العربي..في ليبيا فجر عمال ليبيون أنابيب البترول في بنغازي ، وفي سوريا قام ضابط المخابرات عبد الحميد السراج بترتيب تفجير خط أنابيب البترول الآتي من العراق..
صحا العرب على إرادة جديدة تبعث فيهم الأمل بعد عهود طويلة من الإحتلال والإذلال، وكان من ثمار إرادة الصمود والإنتصار قيام الوحدة بين مصر وسوريا بإعلان الجمهورية العربية المتحدة،كأول وحدة في التاريخ العربي المعاصر.
كان لكل دولة من الدول التي أقدمت على العدوان أسبابها الخاصة للمشاركة فيه:
1- دعم ثورة الجزائر بالسلاح والمال والمدربين الأمر الذي هدد أحلام فرنسا الإستعمارية في الجزائر وبلدان القارة الإفريقية.
2- توقيع مصر اتفاقية مع الإتحاد السوفياتي تقضي بتزويد مصر بالأسلحة المتقدمة والمتطورة بهدف تقوية القوات المسلحة لردع كيان الإحتلال الإسرائيلي.
3- تأميم قناة السويس الذي أعلنه الرئيس جمال عبد الناصر في يوم 26 يوليو عام 1956، هذا التأميم منع إنجلترا من التربح من القناة التي كانت تديرها قبل التأميم وبذلك دخلت إنجلترا في العدوان الثلاثي.
4- إرادة العصابات الصهيونية استكمال مشروع دولتها من الفرات إلى النيل وهذا ما كان يخططه قائد عملية المسكيتي، تشارلز فريدريك كيتلي.