أخبار العالمالشرق الأوسط

فلسطين تكتب مستقبلنا بدمائها


غزة-فلسطين المحتلة-الكاتب الصحفي اللبناني:طلال سلمان-17 مايو 2021

تكتب فلسطين، بدماء أهلها في غزة هاشم، فصلاً جديداً من التاريخ المضاد للتاريخ الرسمي العربي الآخذ إلى التيه في صحراء الاستسلام للعدو الإسرائيلي.

وحيدة تقاتل، كما في الحروب الإسرائيلية السابقة عليها، كما لبنان 2006، بشبابها والشيوخ، بالفتية الذين أنجبتهم الأرض المحروقة بالنار الإسرائيلية، بأرامل الشهداء الذين سقطوا فداء للمباركة فلسطين فزادوا من صلابة الإرادة، ومكثوا في الأرض يسدّون بأجسادهم التي صارت ألغاماً الطريق على دبابات الإجتياح التاسع عشر بعد الألف وقد باتوا أكثر خبرة وأعظم معرفة بأسباب الصمود.

وحيدة، غزة هاشم، تقاتل باسم فلسطين، نيابة عن الأمة، كما حالها سنة 2012، كما حالها سنة 2008، كما حال لبنان 2006، وقد تراكمت الخبرات فازدادت معرفة بالعدو، الذي اجتمع العالم فيه إلا قليلاً، وبأهل النظام العربي الذين ضاقوا بصمودها ذرعاً فانقلبوا يشجعون العدو الإسرائيلي ويحرّضونه…
.
وحيدة غزة هاشم، تقاتل أعداء الحياة، حياة العرب جميعاً وحقهم في مستقبل أفضل.
تقاتل بينما سوريا مغيّبة بمحاولات الاغتيال المتكررة بالعصابات التي تحاول قتل المستقبل بظلامية الجهل وعمى التعصب وحمى التضليل بالشعار الإسلامي المستعاد من الجاهلية… وهكذا يكون على فلسطين أن تدفع بعض وهج قضيتها المقدسة بالدم لتعويض الغياب المفجع للشام عن بلاد الشام..

تختطف عصابات مسلحة بعمى الأوهام وأعلام الجاهلية السوداء العراق، أرض السواد، فيكون على غزة ـ فلسطين أن تدفع من دمائها دية عودة الوعي بحقائق التاريخ والجغرافيا والدين الحق إلى أرض الرافدين، بأهلها جميعاً، عرباً وأكراداً وتركماناً وأشوريين وكلداناً وسائر من ابتنى الحضارة الإنسانية الأولى وأبلغ الغيم بأن خراج مطره حيثما سقط سيعود إليه..

يأخذ مصر التيه بين العروبة والإسلام، بين الوطنية والعنصرية..بين شرنقة الكيانية والمدى المفتوح بالعروبة لقيادة الأمة، فتتكبد فلسطين ـ من لحمها ـ ثمن تصحيح المسيرة والمسار، ولو بعد حين… لكن فلسطين تظل أكبر من الذي يبحث حلا لمشكلة غربة “إسرائيل” عن هذه الأرض المطهرة بدماء الشهداء، التي لا تكف عن بذل الدم حتى يتعب عدوها من القتل ولا تتعب من إنجاب الأجيال الجديدة المنذورة للشهادة لكي تعود الأرض لأصحاب الأرض..
ليبيا تسارع تشظيها وجعلت شعبها في أرضها قبائل مقتتلة لا ينفع النفط في غسل جراحها وإن أخذها بعيداً عن أهلها بعنوان فلسطين..
.. وحين يتقدم لبنان، بمقاومته، ليقدّم النموذج ـ الصح، متخطياً الإنقسام السياسي المعزز بالسرطان الطائفي وصواعق التفجير المذهبي، يبادر إليه عرب الثروة: أن خذ ما يرضيك واسمح لنا بسلاحك! لقد قاتلت فانتصرت، وهذا شرف لنا جميعاً، وقد آن لك أن ترتاح بعد كل هذه الحروب في عالم السلام الآتي بالازدهار!

فلسطين في غزة تقاتل.. فلسطين تقاتل باسم العرب ونيابة عنهم، ومن أجل حقهم في أرضهم، وفي حياة كريمة فوقها لا تحتها، وفي ظل رايات تقدمهم إلى مستقبلهم وليس في ظل النجمة السداسية أو الرايات كثيرة النجوم.
فلسطين تقاتل في غزة هاشم من أجل الغد العربي: تقاتل «داعش» و«النصرة» كما تقاتل أنظمة الإستسلام والدكتاتورية وقتل الأوطان باسم الوطنية وقتل العروبة باسم عصر اندثار الهويات القومية.
غزة هاشم الفلسطينية هي نجمة الصبح العربي البهي
فمن يحمي انتصار غزة المكتوب بالدم الفلسطيني المتوهج قداسة؟
ليس لغزة فلسطين إلا دمها مداداً لكتابة المستقبل العربي جميعاً.
ولسوف تكتبه… وها هي الصفحات الأولى فيه مطرزة بدماء الشهداء، فلسطينيين ولبنانيين، ومعهم المصريون والسوريون والعراقيون والأردنيون والجزائريون والمغاربة، كل المغاربة، وأهل الجزيرة والخليج. فالتاريخ واحد بالماضي والحاضر والمستقبل.
الأرض لنا، نحن أهلها، ولسوف نحميها. وغزة ـ فلسطين هي الشاهد والشهيد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق