أخبار العالمإفريقيا

صراع أمراء الحرب للسيطرة على طرابلس

طرابلس-ليبيا-24-12-2020


أفاد نشطاء بمواقع التواصل الإجتماعي، اليوم الأربعاء، بسماع أصوات إطلاق نار في عدة مناطق بالعاصمة الليبية طرابلس.

وتحشد الميليشيات المتصارعة في طرابلس، مزيدا من مسلحيها، بما ينذر بدخولها حرب “تكسير عظام” أكثر ضراوة مما سبق، في خضم صراع أمراء الحرب للسيطرة على عاصمة ليبيا الغارقة في الفوضى منذ عام 2011.

وأفادت الأنباء بأن ميليشيا ما يسمى “ثوار طرابلس” بقيادة المدعو هيثم التاجوري، دفعت بمزيد من القوات، في محاولة لإخراج الميليشيات التابعة لمدينة مصراتة، التي دخلت إلى هناك بتعليمات من وزير الداخلية في حكومة طرابلس، فتحي باشاغا، المنحدر هو الآخر من مصراتة.

ويعمل التاجوري على محاولة لم شمل حلفائه من الميليشيات وجماعات الجريمة المنظمة لدعمه ضد باشاغا وميليشيات طرابلس.

وبدا أن رئيس حكومة طرابلس، فايز السراج، أقرب إلى التاجوري، وهو ما أرجعه مراقبون إلى رغبة الأول في تحجيم دور وزير داخليته، الذي لم يخفِ طموحه في رئاسة الحكومة المقبلة.

وبدأت تظهر الإشارات على موقف السراج، بعد قراره بشأن ميليشيا الردع، الأكثر تسليحا في طرابلس، إذ أمر بإعادة تنظيم جهاز “قوة الردع”، بقيادة عبد الرؤوف كاره، ليصبح تابعاً مباشرة لرئيس حكومة طرابلس، على أن تكون له ذمة مالية مستقلة، بعيدا عن وزارة الداخلية التي يترأسها باشاغا.

ومنح القرار جهاز “قوة الردع” اختصاصات واسعة، بالإضافة إلى تبادل المعلومات مع الأجهزة الإقليمية والدولية.

ورحبت قوة حماية طرابلس (مجموعة من ميليشيات العاصمة) بالقرار.

وقد أصبحت العلاقة بين السراج وباشاغا متوترة ، خاصة بعد رغبة الأخير في تولي رئاسة الحكومة المقبلة، بعد النتائج التي توصلت إليها البعثة الدولية في ليبيا وتقضي بتولي رئيس المجلس الرئاسي من الشرق ورئيس الحكومة من غرب البلاد لإدارة المرحلة الإنتقالية لحين إجراء الإنتخابات.

ويعمل السراج جاهدا على استمرار بقائه بالمجلس الرئاسي وأن تكون الحكومة لشخصية من الشرق.
وفي هذا السياق، أفادت مصادر لموقع “سكاي نيوز عربية”، بعقد التاجوري لنحو 3 اجتماعات مع قادة عدد من الميليشيات في مدن: طرابلس، والزاوية، والعجيلات.

وتابعت المصادر، التي فضلت عدم ذكر اسمها، أن الهدف من تلك الإجتماعات هو رغبة التاجوري وبعض الميليشيات في إخراج ميليشيات مصراتة من طرابلس، بعد تمكينهم من دخول أكبر المقرات العسكرية في العاصمة.

يشار إلى أن ميليشيات مصراتة كانت قد دخلت العاصمة بأوامر من باشاغا لصد محاولة الجيش الليبي عن تطهير العاصمة الليبية في عمليته العسكرية التي أطلقها في أبريل 2019 ضد المليشيات، وظلت متمركزة هناك.

وتوجد هذه المقرات، وفق المصادر، في عين زارة وفي قصر بن غشير (مقر تجمع المرتزقة السوريين)، حيث تقوم ميليشيات مصراتة باستغلال وجود هؤلاء للسيطرة على أراضي بطرابلس.

من جهة أخرى، وفي محاولة لحشد أنصاره، التقى فتحي باشاغا بقائد ما يعرف بالمنطقة العسكرية الغربية أسامة الجويلي، وذلك برغم الخلافات بين الجانبين، وعقد اللقاء يوم الإثنين الماضي.

ويرى مراقبون أن السبب الحقيقي من وراء اللقاء هو طلب دعم الجويلي في التحضيرات الجارية لحرب الميليشيات في طرابلس بين باشاغا والتاجوري.

ويرى الباحث السياسي الليبي عز الدين عقيل، أنخسارة ترامب في الإنتخابات أحدثت زلزالا في الأزمة الليبية، وأعادها إلى المربع الأول، وبالتالي العودة إلى العنف أصبحت واردة جدا.

واعتبر أن الميليشيات باتت تستغل ذلك الفراغ الدولي لتصفية الحسابات بينها، ضمن تحركات تؤثر سلبيا على محاولات ومسارات التسوية السلمية للأزمة الليبية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق