غوتيريش: السلام هو أثمن قيمنا وجوهر عملنا
نيويورك-الأمم المتحدة – 10-01- 2020
قال الأمين العام للأمم المتحدة،أنطونيو غوتيريش،إن السلام هو أثمن قيمنا وجوهر عملنا..كل ما نسعى إليه كأسرة بشرية يعتمد على السلام، لكن السلام يعتمد علينا،داعيا إلى الرجوع إلى منظمة الأمم المتحدة وسط حقبة تتصاعد فيها التوترات الجيوسياسية وتتراجع فيها الثقة بين الأمم.
جاء ذلك في إحاطته أمس الخميس أمام مجلس الأمن الدولي الذي عقد مناقشة مفتوحة على المستوى الوزاري بشأن موضوع “التمسك بميثاق الأمم المتحدة من أجل صون السلام والأمن الدوليين”.
وتأتي هذه الجلسة، التي تناقش وثيقة تأسيس الأمم المتحدة، بالتزامن مع بدء فعاليات الذكرى السنوية الخامسة والسبعين للأمم المتحدة.
وتهدف الجلسة إلى إعادة التأكيد على الأهمية القصوى للميثاق وتكرار تأكيد التزامات المجتمع الدولي بالتمسك به من أجل صون السلام والأمن الدوليين.
كما تهدف إلى مناقشة سبل ووسائل مواصلة مجلس الأمن ومنظومة الأمم المتحدة ككل المنظمات الإقليمية ودون الإقليمية والدول الأعضاء تعزيز التمسك بالميثاق من أجل صون السلام والأمن الدوليين.
وقد وعد الميثاق الذي تم التوقيع عليه في يونيو 1945، بإنقاذ الأجيال القادمة من الدمار الذي خلفته الحرب.
وأكد الميثاق من جديد الحقوق المتساوية لجميع الناس، واحترام تقرير المصير، والحاجة إلى تسوية المنازعات بالوسائل السلمية، وقواعد واضحة تحكم استخدام القوة.
هذه القيم والأهداف-أكد الأمين العام-أنها مازالت سارية إلى يومنا هذا، موضحا أن هذه المبادئ ليست خدمات أو تنازلات. بل “إنها أساس العلاقات الدولية، إنها جوهر السلام والقانون الدولي.
وقد ساعدت في إنقاذ الأرواح والنهوض بالإقتصاد والتقدم الاجتماعي، وساهمت في تجنب الوقوع في شرك حرب عالمية أخرى”.
غير أن الأمين العام حذر من مغبة غض الطرف عن هذه المبادئ مشيرا إلى أن إهمالها أو تطبيقها بشكل انتقائي أدى إلى “نتيجة كارثية، بما فيها الصراع والفوضى والموت وخيبة الأمل وانعدام الثقة”، داعيا إلى القيام بعمل أفضل بكثير “للحفاظ على قيم الميثاق والوفاء بوعده للأجيال المقبلة”. الرئيسة الإيرلندية السابقة ورئيسة مجلس الحكماء، ماري روبنسون، خاطبت مجلس الأمن أيضا مشيرة إلى “التهديدات الوجودية” التي يواجهها العالم بما فيها الإنتشار النووي وأزمة المناخ. وبالرغم من هذه التهديدات، قالت روبنسون إن “القومية والشعبوية تقوضان الإستجابة العالمية الجماعية
“. ويعد مجلس الحكماء الذي ترأسه روبنسون مجموعة مستقلة تضم مواطنين عالميين بارزين يعملون من أجل السلام والعدالة وحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم منذ عام 2007.
وقد أصدر الحكماء الشهر الماضي بيانا أكدوا فيه على أن تعددية الأطراف الفعالة، وبشكل خاص دفع الدول إلى التعاون، تخدم المصلحة الوطنية لجميع قادة العالم.
وقالت رزبنسون، مشيرة إلى التوتر بين إيران والولايات المتحدة: “كان من المقرر أن يخاطب وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف هذا المجلس اليوم. كان سيتحدث عن دور ميثاق الأمم المتحدة في دعم السلام والأمن الدوليين اليوم، لكن تم منعه من ذلك لأن توترات قد نشأت بين إيران والولايات المتحدة”.
وأوضحت روبنسون أن النهج التعاوني يقع في صميم ميثاق الأمم المتحدة وهو أمر بالغ الأهمية الآن بسبب تفاقم الوضع في الشرق الأوسط، معتبرة أن”هذا أمر مؤسف للغاية. في مثل هذه الأوقات بالتحديد، نحتاج إلى سماع أصوات جميع المعنيين”.