أخبار العالمإفريقيا

عذراً فخامة الرئيس ….

بقلم الكاتب الليبي / يوسف بن داوود


أصحاب الجلالة و السمو .. أصحاب الفخامة و المعالي .. السيدات و السادة ، اسمحوا لي أنا المواطن الليبي الذي يحاول بقدر الإمكان أن يتحدث إليكم عن حقيقة معاناة وطنه ليبيا المحتلة من بقايا عثمانيّي العصر الحديث، بعد أن أكملتُ كلمتي الموجهة إلى فخامة الرئيس قيس سعيد، رئيس الجمهورية التونسية ،بأن أن أتوجه بكلمتي اليوم إلى فخامة الرئيس عبدالمجيد تبون – رئيس الجمهورية الجزائرية العظيمة .


السيد الرئيس عبدالمجيد تبون – رئيس الجمهورية الجزائرية


يطيب لي بدايةً إصالةً عن نفسي وعن الشعب الليبي أن أنقل إليكم أسمى آيات الشكر والتقدير للجزائر العظيمة حقاً، رئاسةً وحكومةً وشعباً.. الجزائر بلد المليون وربع المليون شهيد ، الذين وقفوا بكل شموخ وعزةً في وجه الإستعمار الفرنسي المقيت، الجزائر العروبة، الجزائر رمضان بن عبدالمالك وأحمد زبانة وباجي مختار وبلقاسم قرين، الجزائر جميلة بوحيرد والزعيم أحمد بن بله .. باسم كل أبناء الشعب الليبي اسمحوا لي أن أقول لكم (( شكراً الجزائر)) لقد كنتم ولازلتم وستبقون أبد الدهر الأشقاء الذين نجدهم عند كل المحن، ولعل موقفكم إزاء”عام المؤمرات الكونية 2011″ ليس ببعيد، فقد وقفتم بكل الطرق من أجل صمود وبقاء ليبيا شامخة موحدة ولكن كان للقدر كلمته برغم إرادة الأحرار والشرفاء .

أنا هنا لأقول لكم فخامة الرئيس إنكم البعد والإمتداد والعمق الإستراتيجي لليبيا، وهذا يجعلكم -وأنتم الدولة الهامة والمحورية في شمال إفريقيا والوطن العربي- في موقع المسؤولية لكي تقفوا بكل قوة في وجه الغزو العثماني الجديد الذي يحاول أن يجتاح ويمزق الدولة الليبية خدمةً لأجندة جنون أردوغان وأطماع التنظيم الدولي لـ”الإخوان المسلمين”.

فخامة الرئيس .. إن ما يقوم به أول وآخر السلاطين العثمانيين الجدد خطر يحدق بكامل المنطقة ويهدد بأن يشعلها بنيران الإرهاب والدمار، وما عاشته الجزائر العزيزة من عشرية سوداء هو ما تعشيه ليبيا والليبييون منذ عام 2011 إلى الآن ، فالقتل وسفك الدماء والسلب والنهب وتدمير الممتلكات العامة والخاصة مستمر طيلة عشر سنوات عجاف، وإنها والله لعشرية سوداء حلت على ليبيا والليبيين بكل معنى الكلمة .

فخامة الرئيس ..إن ما يفعله أردوغان في المنطقة أمام أنظار العالم أجمع، وللأسف الشديد بأموال ودعم عربي، يهدد الجزائر كما يهدد ليبيا ووحدة أراضيها، إلى جانب نقل المرتزقة التركمان السوريين بالآلاف إلى ليبيا وكأنه يعيد للأذهان غزوات عثمان الأول عندما جمع تركمان الأوغوز وأخرجهم من تحت سلطان السلاجقة ليبني ممالك النار التي سميت بدولة الخلافة العثمانية التي احتلت أوطاننا طيلة قرون من الزمن وزرعت فيها الجهل والتعصب والتخلف وأفسدت كل شيء، فهي ممالك بنيت على ثقافة الإعدام بالخازوق وجمع الميري ونهب الممتلكات وجمع أكبر عدد من الحرملك حول وُلاتهم وسلاطينهم الجاهلين.


ل قد حرك جيش مرتزقته ليجعلهم رأس حربة في صنع توتر دائم بدول الساحل والصحراء، وما وجود المرتزقة في ليبيا ومرورهم عبر الدروب الصحراوية للتسلل إلى النيجر وتشاد ومالي وحتى الجنوب التونسي، إلا حصار غير معلن للجزائر.. أجل هو انتشار يحاصر الجزائر في محاولة لرهن قرارها السياسي ووضع الدولة الجزائرية تحت ضغوطات هؤلاء الإرهابيين، في وقت نحمد الله أن الجزائر تمكنت بعبقرية ووعي أبنائها من دحر المؤامرات وهي تتجه الآن- وقد اختاركم الشعب لمهام نبيلة- نحو بناء القوة الذاتية وإقامة صروح النماء والحرية.

فخامة الرئيس .. إن ما يجمعنا كليبيين بالجزائر وأشقائنا الجزائريين هو أكثر من أن نجد له الوقت ليقال أو يكتب، ومن هنا فإننا نخاطبك ونشد على يديك لكي تأخذ زمام المبادرة لكسر حلقات المشروع العثماني الجديد،وأنتم أهل لكل المكرمات والمواقف التاريخية الشجاعة، فهؤلاء يعتقدون أن ما أسموها دول النجمة والهلال هي إرث تاريخي لهم، وما ليبيا سوى بداية فقط.

إن عدم وجود قنوات تواصل دائم سواء بسبب البعد الجغرافي للمنطقة الشرقية في ليبيا عنكم ، أو نتيجة بعض التصريحات أو الكلمات التي قد تكون أغضبت الكثيرين وليس البعض فقط في جزائرنا الحبيبة، كل هذا أنتم أكبر منه وتدركون أن ما يسمى حكومة الوفاق التي انتهت عهدتها في 17 مارس 2017 ولم تنل ثقة البرلمان المنتخب من الشعب،تحكمها وتتحكم بها المليشيات المسلحة افجرامية ويدعمها مرتزقة التركمان العثمانيين.


وتدركون سيادة الرئيس كم كان آباؤنا وأجدادنا في ليبيا صادقين داعمين لأشقائهم في الجزائر إبان ثورة التحرير المجيدة التي كانت وستظل مصدر فخر واعتزاز، ونبراسا لكل الأجيال العربية في التضحية والصمود والإرادة الحرة .. وها هم اليوم أبناء وأحفاد أولئك الآباء والأجداد يناشدونك اليوم لتكون كما كانت الجزائر دزما سباقة للخير وفي الخير.. يناشدونك أن تقوموا بنفض جلباب الشرعية الوهمية عما يسمى حكومة الوفاق، وأن تتقدموا صفوف العرب والعجم لإطلاق مبادرة تحقن دماء الليبيين وتوحد صفوفهم بعيداً عن حسابات الربح والخسارة ، فدماء إخوتكم الليبيين لازالت تسيل وتسفك طيلة هذه العشرية السوداء ..

فالليبيون كل الليبيين كانوا و لازالوا وسيبقون يصدحون دائماً بأن الخير كل الخير يأتي من الجزائر العظيمة، ولا يمكن أن يأتي إلا الخير لليبيا والليبيين من جزائرنا العظيمة .
تقبلوا خالص تقديرنا واعتزازنا بكم ، رئاسةً وحكومةً وشعباً — شكراً الجزائر” .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق