سوريا إرادة المقاومة تنتصر على همجية العدوان
سوريا:زهور المشرقي
بدأت التصريحات الرسمية الغربية تتوالى لتؤكد انتصار الجمهورية العربية السورية على العدوان المتعدد الأطراف ،وذلك بفضل الإرادة الفولاذية لسوريا قيادة وجيشا وشعبا.
وانتصرت سوريا على “المؤامرة الحقيرة” التي حيكت خيوطها في دهاليز الدوائر الغربية والإقليمية بحضور عربي – صهيوني – أمريكي لإجهاض المقاومة وإخضاع سوريا الممانعة وجرها نحو “التطبيع “مع العدو الصهيوني ، كما فعلت بعض الدول الأخرى .
وتأكيدا على أهمية المسار السلمي بعد فشل الحرب التي شنتها تلك الدوائر،بادرت الأمم المتحدة الإثنين الماضي، إلى تشكيل لجنة لصياغة دستور سوريا، وهي خطوة طال انتظارها في عملية السلام المتعثرة.
. وذكرت الأمم المتحدة أن هذه اللجنة مهمة للغاية لتحقيق إصلاحات سياسية وإجراء انتخابات بهدف توحدي سوريا وإنهاء الحرب القائمة بين الجيش العربي السوري والمليشيات المسلحة. وفي هذا الإطار ،أفاد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا بيدرسن، أن سوريا انتصرت بعد ثماني سنوات ونصف السنة من الحرب والصراع، مضيفا “لدينا بعض الأنباء الإيجابية“.
وتابع قائلا “هذا مجتمع منقسم للغاية… هناك غياب للثقة بين الجانبين كما هو واضح، لذلك نأمل في أن اللجنة الدستورية يمكن أن تشكل خطوة أولى في الإتجاه الصحيح“. وتتألف اللجنة من 150 عضوا، مقسمين على ثلاثة أقسام بين الحكومة والمعارضة والمجتمع المدني، وسيختار كل قسم 15 عضوا لتقديم مقترحات لمسودة الدستور.
ومن المقرر أن تجتمع اللجنة الدستورية تحت رعاية الأمم المتحدة، في جنيف في 30 أكتوبر المقبل.
وقال بيدرسن” إذا تمت عملية التبادل على نطاق واسع، جنبا إلى جنب مع اللجنة الدستورية، وغير ذلك من مظاهر التغيير على الأرض في سوريا، فسيبعث ذلك برسالة مهمة مفادها أنه من الممكن أن تكون هناك بداية جديدة لسوريا
“. أما بخصوص مزاعم الولايات المتحدة الأمريكية بشنّ الجيش العربي السوري هجوما كيميائيا بمحافظة اللاذقية في مايو الماضي ، فقد فند نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم ما اسماها بالأكاذيب والإتهامات المجانبة للصواب.
وقال المعلم لوكالة سبوتنيك،الروسية، تعليقا على تصريحات بومبيو التي اتهم فيها الجيش السوري بشن هجوم كيميائي، إنها كذبة كبرى.”.
وكان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين السورية قد أكد في الـ 25 من مايو الماضي أن الأخبار المفبركة العارية من الصحة حول استخدام الجيش العربي السوري أسلحة كيميائية في بلدة كباني بريف اللاذقية ما هي إلا مقدمة لجوقة الكذب والنفاق الغربية لتبدأ بالتهديد والوعيد ضد الدولة السورية، مشددا على أن كل هذا الضجيج لن يثنيها عن مواصلة حربها ضد الإرهاب. وبخصوص موقف دمشق من نقل مقر الأمم المتحدة من أمريكا إلى دولة أرى، قال المعلم لوكالة نوفوستي: نحن نواجه صعوبات هنا(نيويورك) بالفعل.. انظروا إلى كل هذه الحواجز التي تحيط بالمكان.
وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف،قد قال- على خلفية منع الولايات المتحدة عددا من الدبلوماسيين الروس من دخول أراضيها لحضور أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة- : سنضطر على ما يبدو لطرح مسألة مقر الأمم المتحدة عموما للنقاش”، مضيفا أن اقتراح الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين إقامة مقر الأمم المتحدة في مدينة سوتشي جنوب روسيا، كان مبادرة “صائبة وبعيدة النظر“. وعلى ضوء القيود التي فرضتها السلطات الأمريكية على بعض الوفود المشاركة في المحفل الأممي هذا العام، دعا عدد من الدول منها إيران وفنزويلا، إلى نقل مقر الأمم المتحدة خارج الأراضي الأمريكية.
وعودة إلى تطورات انتصار الدولة السورية، يؤكد المتابعون للأحداث في الشرق الأوسط، أن تغير المواقف الدولية جاء على أثر الإنتصارات الميدانية الحاسمة التي جسدتها إرادة السوريين وثباتهم وتماسكهم مع قيادتهم وجيشهم صفاً واحداً في مواجهة المؤامرة الخطيرة، ونجاح الدولة السورية في نسج تحالفات مع كل من روسيا وإيران والصين والبرازيل والهند وجنوبي إفريقيا، مما عدّل بوصلة الحرب لصالح الشرعية ضد عصابات مسلحة مستوردة من كل حدب وصوب ومجهزة بوسائل الفتك والقتل والتدمير.
هذا الإنتصار التاريخي السوري الإستراتيجي مكّن سوريا من استعادة المبادرة محليا وفي ميدان التنازع الدبلوماسي في المؤسسات الدولية ، وعزز هذا الإنتصار مكانتها وشرعية الدولة ككيان تاريخي راسخ بشخصية قومية متميزة رائدة لتصبح بذلك في موقع تفاوضي قوي لإيجاد أسس السلام والإستقرار واستئناف مسيرة البناء والنماء.