أخبار العالمإفريقيا

سعيّد يوجه بوصلة الشعب نحو المستقبل عكس عقارب ساعة” الإخوان” الصدئة

تونس-12-8-2021


قال رئيس حركة النهضة إنه إلى حد الآن جنّب البلاد إراقة الدماء وذلك بعد اعلان رئيس الجمهورية قيس سعيّد قرارات 25 جويلية ، وفق تعبيره.

جاء ذلك في مقال نشره له الثلاثاء الماضي، موقع “ذي اندبندنت” البريطاني..

وفي معرض حديثه عن تطورات المشهد السياسي في تونس، قال الغنونشي”إنه حان الوقت للأطراف الداعمة للحرية للوقوف الى جانب ديمقراطية تونس”،

واعتبر أن الصعوبات والأزمات التي أججتها أزمة كورونا مؤخرا أدت الى تذمّر المواطنين وتململهم وفقدانهم الشعور بالأمان والإستقرار..

وختم مقاله بالقول: “لا يمكننا السماح بإنهاء التجربة الديمقراطية في تونس”.”

بادئ ذي بدء، استغرب التونسيون ومراقبو الشأن الداخلي، هذا التباكي المزعوم على “ديمقراطية” ركبها الغنوشي وجماعة”الإخوان” وفصلوها على مقاسهم وفق جلابيبهم في دستور 2014 ،تماما كما ركبوا موجة”الثورة” التي لم يشاركوا فيها أصلا..
فأي ديمقراطية هذه التي استغلها”الإخوان” للتغول والتمكن وزرع عناصرهم في مفاصل الدولة ما أرهق ميزانية البلاد؟
وأي ديمقراطية تسمح بالإغتيلات السياسية وبوجود “جهاز سري” داخل الدولة وبالتغاضي عن أكثر من ستة آلاف ملف فساد وإرهاب؟
وأي نظام سياسي هذا الذي يربط تونس بمحاور إقليمية أضرت بسمعة البلاد التي أصبح يشار إليها بالبنان في تسفير الشباب للقتال في بؤر التوتر ضمن التنظيمات الإرهابية؟

من الواضح أن عقارب ساعة”الإخوان”قد توقفت عند خلافة بائدة، وهم الذين لايؤمنون أصلا سوى بالبيعة بديلا عن الديمقراطية؟
والأخطر في تصريح الغنوشي تهديده المبطن حين يقول:” إنه إلى حد الآن جنّب البلاد إراقة الدماء”.وكلمة “إلى حد الآن” تكشف نوايا العنف والتهديد الذي يسكن كيان”الإخوان”، ضاربين عرض الحائط بإرادة شعبهم الذي خرج غاضبا مطالبا بإنهاء مهازل التلاعب بمصيره..
أليس الشعب في كل دساتير العالم هو صاحب السلطة ومن حقه وواجبه سحب أي تفويض منحه لمن اعتقد أنهم مؤتمنون على حياته ومصيره؟.
في منطقهم ..هم وحدهم الأنقياء والشعب عبارة عن “قطيع” و”رعاع”ودهماء”! وكأن لديهم “تفويضا إلهيا” بالتفرد وحدهم بالحكم والحفاظ على حرية”ممارساتهم”!.. ولولا كلمة سبقت من رب العالمين بأن النبي العربي الكريم محمدا صلى الله عليه وسلم هو آخر الأنبياء،لادّعوا أنهم أنبياء هذا العصر!

وحين يزعم المتربع على”عرش الإخوان” أن” الصعوبات والأزمات التي أججتها أزمة كورونا مؤخرا أدت الى تذمّر المواطنين وتململهم وفقدانهم الشعور بالأمان والإستقرار”، ألا يدري أن التذمر الشعبي يعود إلى سنوات طويلة قبل كورونا،وأن الأزمات التي ضربت البلاد منذ تمكنوا من السلطة لم تعشها تونس منذ الإستقلال بشهادة كل خبراء الإقتصاد والسياسة، من تفشي الإرهاب واستشراء الفساد وتضخم نسب البطالة وارتفاع الجريمة والعنف،وتصاعد مؤشرات الغلاء الفاحش وإغراق البلاد في المديونية والتصنيف السلبي الخطير للإقتصاد التونسي وانهيار قيمة الدينار؟..
هذه الأوضاع الآخذة في التدحرج نحو القاع هي التي فجرت الغضب الشعبي في 25 يوليو، في لحظة تاريخية التقطها رئيس الجمهورية قيس سعيد استجابة لنداءات شعبه، ليجسدها في إجراءات تاريخية لإنقاذ البلاد، خرج لها المواطنون في الساحات والشوارع مباركين مرحبين، وهو الذي طالما حذر من الإستهتار بمطالب الجموع، ولفت إلى خطورة الفساد الذي أصبح ينخر جسد المؤسسات العمومية والخاصة، ونبه إلى خطورة التلاعب بمقدرات الكادحين والمهمشين.
يبدو أن بوصلة”الإخوان” ظلت كعادتها تخطئ التوجه والعنوان، فجاءت استغاثات زعيمهم بالإستقواء بالأجنبي والتحريض على شعبه وتشويه إرادته،لتكشف مرة أخرى حقيقتهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق